لا شك أننا نعيش اليوم حياة صعبة فى ظل التطورات الأخيرة ، والتى ظهرت قريبا مع انتشار مفهوم العولمة ، وطغيان مساره على كافة الأنظمة الحياتية والاجتماعية ، وبغض النظر عما يحدث فى بلادنا من فساد فى مختلف النواحى الإدارية والأخلاقية ، لابد لناأن نقف نحن الشباب فى وجه هذا التغير الأخلاقى والاجتماعى الذى يتعارض مع روح الإسلام وتعاليمه الحنيفة ، حتى كاد أن يطغى على مسار حياتنا اليومية ونمط السلوك الاجتماعى ، ولكى يحدث هذا التغير لابد من الرجوع إلى تعاليم هذا الدين التى إن تمسكنا بها ووعيناها جيدا كان لنا النصيب الأكبر فى السيطرة على ثروات العالم واستحواذ كافة الأنشطة التقدمية التى تؤدى فى النهاية إلى تحريرنا من ذلك الاستغلال والضغط الاقتصادى الغربى الذى يتعرض له الشعب العربى من حين لآخر ، وإن كانت النظم الإدارية العربية لا تقبل التجديد فى حد ذاتها كنظم لها طابعها العربى الخاص ، وبعيد عن التكهنات الإعلامية التى ربما كان لها تأثير ومازال على النمط الأخلاقى للفرد العربى ونود أن نشير إلى أن الأمة العربية الإسلامية تحتاج فى سلوك هذا الطريق إلى خوض معركة ثقافية مع الغرب الأوربى الإلحادى يكون للشباب الدور الأكبر فى تحديد اتجاهاتها ونتائجها ، وهذا من شأنه أن يضع الشاب العربى على قمة الهرم الاجتماعى والتفاعل الثقافى فهو محور الترابط الاجتماعى من خلال الإعلام وبصماته والجامعة وطابعها والعمل واتجاهاته ، ولكى نفعل دور الشباب ونطور فى مصادر ثقافاتهم ونحدد اتجاههم السياسى ونوجهه نحو النظرية السياسية الاجتماعية النفسية الإسلامية لابد لنا من الوقوف أولا وقفة متأنية أمام أبعاد القضية " المعركة " ونتائجها وأسبابها لكى يتسنى لنا فهم الحياة بشكل طبيعى- بعيدا عن الإعلام الزائف وأصحاب الأهواء المادية - ووضع الحلول المناسبة لكافة المشكلات التى تواجه شباب الأمة العربية الإسلامية وهى بلا شك نتيجة من نتائج البعد عن الدين و الاستغراق والإعجاب بالثقافة الأوربية الغربية الزائفة وتأثير التصور الإلحادى المادى على نمط الحياة اليومية للشباب العربى حتى كاد أن يطغى على الشاب العربى وجدانا وفكرا ، وتبعا لذلك الموقف نضع فى الاعتبار أن المشكلة ليست اجتماعية فحسب بل هى مشكلة معقدة ذات جوانب متعددة سببها الرئيس هو الاختلاف الاعتقادى بيننا وبينهم ولعل هذا كان له أنموذج على مر العصور وهذا ما يتضح لنا فى تجربة الدولة البويهية مع الخلفاء العباسيين لكن هذا لا يمنعنا أن نقف يدا فى يد أمام هذا الطغيان الغاشم على أنظمتنا الإدارية وحياتنا اليومية حتى تكاد تشعر وأنت تمشى فى بلد عربى أنك فى مجتمع غربى أوربى صرف بل مجتمع أمريكى تمثل فيه ناطحات السحاب وحانات الخمر ومسارح اللهو الليلى و .......................
الطابع الغربى المادى .
ونعود إلى الهدف الأساسى من هذه القضية وهو بلا أدنى شك طبيعى فى مجتمعنا العربى فلكل عصر من العصور ظروفه وأبعاده الثافية والاجتماعية لكن هذا لا يمنع شباب المجتمعات العربية الذين يتشوقون لخدمة الدين من التمسك بالروح الإسلامية التى إن رعيناها وصرفناها فى كافة نواحى الحياة لنلنا الشرف والمكانة السياسية وأصبحنا قادة العالم وهى تلك المكانة التى أستطاع الصحابة والتابعين أن ينالوها من قبلنا ويقودوا العالم لمدة ستة قرون ونصف القرن منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وبعد
أخى الشاب لابد لك أن تعى الهدف الذى من أجله خلقت وجئت إلى الحياة والآن حان الوقت لتعى أبعاد المعركة وتتصور نتائجها وتفهم متطلباتها لكى تستطيع أيها العربى النهوض مرة أخرى وتتخلص من كافة المؤثرات الثقافية الغربية التى طغت على حياتك وأبعدتك عن النمط الثقافى الإسلامى والروح الإسلامية السمحة التى تحوى فى كيانها الروح والوجدان معا وتؤدى إلى صلاح النفس وطمأنينة القلب وصفاء الصدر ولعله أتضح الآن الهدف الذى جئنا إلى الحياة ، لكل شاب عربى مسلم ينتهز الفرصة من حين لآخر لكى يجدد حياته ويثور على ممثل الثقافة الغربية فى بلادنا وإن كان هذا لا يمنع الاستفادة من الأنماط الثقافية التى تتناسب ذلك التوافق مع العقل والفطرة الإنسانية السليمة .
إذن لابد لنا أن نستيقظ من غفلتنا أن ننهض فنقف أمام هذا الشبح الغربى الزائف الذى يحارب شبابنا فى كل مكان وفى كل زمان حتى طغى على فكر الشاب العربى وأصبح لا يستطيع الفكاك منه .
وفى نهاية هذه الرسالة أريد أن أنبه إخوانى الشباب إلى حقيقة الأمر قائلا إننا نعيش حياة يومية رتيبة تخلو من روح الإسلام فى ظل الغزو الفكرى .
فيجب علينا أن نعى حقيقة وجودنا وأن نتفهم هدفنا وأن نغزو العالم بفكرنا الإسلامى كما غزاه أجدادنا من قبل فأصبحوا قادة العالم لفترات طويلة من الزمن وقادوا العالم إلى نور الإيمان وحقيقة الوجود وكلى شوق إلى أن يتفهم شباب الأمة
وجودهم وأن يجددوا حياتهم أملا فى التغيير والسير نحو العطاء والابتكار لا إلى الدمار والخراب والاستهلاك .
0 التعليقات:
إرسال تعليق