في اطروحتها لنيل درجة الدكتوراه في الآداب المقدمة لكلية البنات جامعة عين شمس والتي نالت عنها تقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولي تناولت الباحثة يمني رجب الطرائق المعرفية التي مر بها مصطلح الأدب المقارن منذ بداياته في الوطن العربي علي يد الرائد الكبير محمد غنيمي هلال في ستينيات القرن العشرين, حتي أصبح كائنا مكتمل الأركان والأوصاف علي يد العلامة د.الطاهر أحمد مكي عبر كتاباته المتواصلة درسا وتنظيرا وتطبيقا ومعالجة لموضوعاته المتشعبة في الزمان والمكان والتاريخ والثقافات الإنسانية.عنوان الدراسة منهج الطاهر مكي في الدراسات المقارنة تنظيرا وتطبيقا وقد أشرف عليها د.يوسف نوفل, وناقشها الدكتوران أحمد درويش استاذ الادب المقارن بجامعة القاهرة, وحامد أبوأحمد أستاذ الأدب الاسباني بجامعة الأزهر.لقد ظهرت الحاجة الماسة للتطوير في حقل الأدب المقارن مع ظهور مناهج جديدة تغاير المنهج الفرنسي في المقارنة, وارتأي د.الطاهر مدي جديتها وإضافتها وكفاءتها بإزاء المنهج الفرنسي المقتصر فقط علي ثنائية اللغة عند تناوله للظواهر والموضوعات محل المقارنة, لكن المنهج الأمريكي وسع من دائرة اللغات والاشكال والظواهر والفنون لإثراء موضوع الدراسة, ولذلك أصدر الطاهر مكي كتابه الأدب المقارن أصوله وتطويره ومناهجه لتغيير مسار الأدب المقارن نحو وجهات جديدة, كما لفت الانتباه إلي تأثير الأدب العربي بعامة والاندلسي بخاصة في الآداب الأوروبية.وتناولت الباحثة مفهوم الأدب المقارن حسب منهج المدرسة الفرنسية في المقارنة وكيف تطور هذا المفهوم إلي شكل آخر هو الأدب العام بالمفهوم الأمريكي الحديث الذي يعد أكثر انفتاحا من المفهوم الفرنسي القديم, كما عرضت وجهة نظر الطاهر مكي ومحاولته التوفيق بين المفهومين بشكل يلائم الدراسة الادبية مع المقارنة الحديثة.وأشارت الباحثة إلي أن دراسة الطاهر مكي التطبيقية المقارنة في موضوعات شعريه عديدة هي شعراء التروبادور, وملحمة السيد, وظاهرة الموت بين نازك الملائكة ولوركا, وأثر المعراج النبوي في الكوميديا الإلهية, وتأثيرات كتاب طوق الحمامة لابن حزم علي دانتي وكتاب تربية العلماء لبدرو الفونسو, وقصة ريح الاصدقاء لثربانتس وتأثرها بقصة عربية, وقصة صلاح الدين الايوبي في الآداب الأوروبية.وأبرزت الباحثة دور الطاهر مكي الرائد في حقل الترجمة من اللغات الاسبانية والفرنسية والالمانية والبرتغالية لإضافة الجديد والمفيد من الآراء والموضوعات في البيئة العربية, وإطلاع القارئ العربي علي أحدث النظريات في الاصقاع الغربية. إلي جانب بصمات د.الطاهر في ميدان الادب المقارن وإبحاره في لغات الشعوب الاسلامية.. وعقد المقارنات بين اللغات والآداب العربية والفارسية والتركية والالبانية والسواحلية في كتابه الأول عربيا مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق