رسالة من محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
تمثِّل القضيةُ الفلسطينيةُ منذ ما يقرب من قرن كامل المحورَ الأساسيَّ للصراع الدائم بين المشروع الاستئصالي الصهيوني الأمريكي والأمة العربية والإسلامية، وتجسِّدُ أرضُ فلسطين هذا الصراع، وما حدث من اغتصاب لها على يد الصهاينة، والتمكين لهم على أرض العروبة والإسلام، بل وتمكينهم من عمل دولة أصبحت عضوًا في الأمم المتحدة، وتشريد الفلسطينيين وطردهم من أرضهم في شتات واسع يبلغ تعداده الآن حوالي سبعة ملايين، ويعيش على الأرض بالداخل في قطاع غزة والضفة الغربية ما يقرب من 5 ملايين، واستمر الصراع، وظهرت أجيال جديدة تواصلت مع الآباء والأجداد المجاهدين، وتكوَّنت فصائل ومنظمات للمقاومة ضد الصهاينة الغزاة، وما زالت هذه المقاومة مستمرةً وتزداد قوةً وثباتًا يومًا بعد يوم.
وخلال المسيرة الدامية تعرضت القضيةُ الفلسطينيةُ، أرضًا وشعبًا، للعديد من المؤامرات، وتزامن مع هذه المؤامرات حروبٌ واعتداءاتٌ وقتلٌ واغتيالاتٌ وسجونٌ ومعتقلاتٌ.. كل ذلك وغيره الكثير من كيد اليهود الصهاينة وبعض الأذناب ومكرهم، وبدعمٍ وتخطيطٍ من القوى الكبرى في العالم، وعلى رأس هذه القوى أمريكا؛ بكل إمكانياتها وجيوشها وسطوتها، ولكنَّ المقاومة التي كانت في النصف الأول من القرن الماضي والتي حمل لواءها المجاهدون- على الرغم من عجزِ الأنظمة القائمة حينئذٍ وتراجعها وتفرقها- قد أوجعت الصهاينة، وزلزلت بنيانهم، ولولا تكالب قوى العالم ضدهم وضعف الجانب الرسمي العربي والإسلامي لسارت الأمور على غير ما كانت، وقدر الله للأمة أن تدخل في صراع، تمحَّص فيه، ويُمتحَن ويُفتَن أبناؤها ويتكوَّنون على عين الله؛ ليكونوا بعد ذلك الرجال الذين يستحقون السيادة والعزة، ثم تفجَّرت مرةً أخرى الصحوة والانتفاضة، وظهرت المقاومة، وعادت كتائب عز الدين القسام والمقاومون في فتح والجهاد وغيرهم من أبناء فلسطين المجاهدين المخلصين، وها هي المقاومة تقف على مفترق خَطِر؛ يأبى أبناؤها والرجال الذين شَرَوا الحياة الدنيا بالآخرة إلا أن ينحازوا إلى خندق الجهاد؛ فالله الله يا أمة الخير.. والانتفاضة مستمرة.. وإنه لجهاد؛ نصر أو استشهاد.
ومنذ بدأ توجه اليهود الصهاينة بعصاباتهم نحو فلسطين؛ أعلن الإمام البنا رحمه الله دعمَه وتأييدَه للجهاد في فلسطين ضد توطين العصابات الصهاينة فيها، وسعى وبكل قوة لمدِّ الجسور والعون للمجاهدين في فلسطين، وتحرَّك وإخوانُه يعرضون القضية الفلسطينية وأبعاد الصراع وغزو الصهاينة للأرض المقدسة على الأمة وعلى العالم، وأصبحت قضية فلسطين قضيةً محوريةً بالنسبة للإخوان المسلمين، وفي نهاية الأربعينيات تحركت كتائب الإخوان من مصر وغيرها ودخلت أرض فلسطين وحاربت جنبًا إلى جنب مع المجاهدين من أهل فلسطين، وكانت المؤامرة، ودفع الإمام البنا حياته ثمنًا لذلك، ونال الشهادة وبنفس راضية في سبيل دعوته وقضيته، وعاد الإخوان إلى السجون.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم ينقطع التواصل مع القضية بكل أطيافها ومع أهل فلسطين بكل فصائلهم، ولا يخفى على أحد كيف نشأ القادة من أبناء فلسطين، ومنهم أبو عمار وعبد الله عزام وأحمد ياسين ورفاقه وأبناؤه وغيرهم الكثير؛ فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.
وفيما يلي نذكِّر بالحقائق والأسس التي يجب أن ينطلق منها الجميع لتحرير فلسطين:
1- أرض فلسطين أرض مقدسة، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفَين من مقدسات المسلمين، وكنيسة القيامة من مقدسات إخواننا المسيحيين، وهذه الأرض والمقدَّسات واجبٌ على كل الأمة العملُ على تحريرها وحمايتها وصيانتها والدفاع عنها، ولا يملك أحدٌ كائنًا من كان أن يتنازل عن شبر من الأرض، أو أثرٍ من المقدسات، وهذه مسئوليةٌ جماعيةٌ، وواجبٌ شرعيٌّ علينا جميعًا.
2- الفلسطينيون هم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم؛ من حيث اختيار قيادتهم وطريقة الحكم لديهم، وإدارة شئونهم على أرضهم، ولا نتدخل في شئونهم الداخلية، مع حقهم علينا- بأخوَّة الإسلام ومسئولية المقدسات- في النصح والنصرة والدعم، والوقوف إلى جانبهم بكل السبل والوسائل المشروعة؛ حتى ينالوا استقلالهم، ويُقيموا دولتَهم المستقلة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس، وليس لأحد الحق في أن يتفاوض بالنيابة عنهم في كل المحافل الدولية ومع كل دول العالم.
3- المقاومة حق مشروع، فرضه الإسلام، وكفلته القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وهي الوسيلة الباقية والماضية لاسترداد الحقوق ولتحرير الأوطان؛ ولذلك فنحن مع المقاومة بذلاً وعطاءً وفداءً؛ حسبةً لله تعالى.
4- للمسلمين وغير المسلمين من أبناء فلسطين الحق في العيش على أرض الوطن الفلسطيني كمواطنين لهم كافة حقوق المواطنة، وطبقًا لمبدأ: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".
5- الخلافات بين الفصائل الفلسطينية القائمة الآن أعراض زائلة؛ بسبب المكائد الصهيونية، والضعف الذي اعترى النظم العربية والإسلامية، وبسبب بعض التصرفات الفردية من بعض ذوي الأغراض الشخصية والهوى، ويجب حلُّها بالحوار والحب والأخوَّة والإيثار، والرعايةُ والعنايةُ والعونُ من الأمة لهم في ذلك أمرٌ واجبٌ، ونحن ندرك أهمية ذلك ونضع أنفسنا في خدمة القضية وفي تقديم كل ما نستطيع لإنجاح هذا الحوار.
6- فكُّ الحصار ورفعُ المعاناة عن أهل فلسطين، وخاصةً في قطاع غزة، واجبٌ على كل الدول العربية والإسلامية، والدعمُ الشعبي والإغاثةُ واجبٌ على الأمة، وتمكينُها من ذلك بتسهيل نقل المؤن وفتح المعابر على الحدود واجبٌ على الأنظمة المعنية بذلك.
وفي هذا الصدد فإننا ننبِّه إلى ضرورة كسر احتكار الصهاينة لاقتصاديات قطاع غزة، وخاصةً في مجال الطاقة والمحروقات والكهرباء والمياه والغذاء والدواء ومستلزمات الإنتاج والصناعة داخل القطاع.
7- فلسطين عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي؛ ولذلك يجب على المنظمتين اتخاذ كافة الوسائل والسبل لدعم الفلسطينيين وإغاثتهم، والوقوف إلى جانبهم في مقاومتهم للصهاينة المحتلين؛ حتى يقيموا دولتهم المستقلة.
8- رفض الحلول البديلة عن إقامة الدولة المستقلة وخاصةً بالنسبة للضفة الغربية وقطاع غزة، ولا يمكن أن يقبل الفلسطينيون والأمة معهم بأن يتم التخلص من أي منهما أو من كليهما وإلحاقهما بدول الجوار.
9- التعددية والتنوع بوجود فصائل ومنظمات من الشعب الفلسطيني داخل أراضيه وخارجها أمرٌ طبيعيٌّ، والتعاون والتكامل وروح الأخوَّة والحوار مبادئُ أساسيةٌ لتحقيق الهدف، ووجهةُ الجميع هي التحرير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وإذا كانت هذه النقاط تمثِّل الثوابت والمرجعيات لمسيرة التحرير؛ فإن مسئولية الأمة تجاه فلسطين؛ الأرض والمقدسات والأبناء، وقيامها بهذه المسئولية في الماضي والحاضر والمستقبل.. تبقى هي حجر الزاوية لإتمام هذا التحرير المنشود ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ (الروم: من الآيتين 4 و5)، وهذا ما سنتناوله في الأسبوع القادم إن شاء الله؛ فللحديث بقية، وإن غدًا لناظره قريب.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
تمثِّل القضيةُ الفلسطينيةُ منذ ما يقرب من قرن كامل المحورَ الأساسيَّ للصراع الدائم بين المشروع الاستئصالي الصهيوني الأمريكي والأمة العربية والإسلامية، وتجسِّدُ أرضُ فلسطين هذا الصراع، وما حدث من اغتصاب لها على يد الصهاينة، والتمكين لهم على أرض العروبة والإسلام، بل وتمكينهم من عمل دولة أصبحت عضوًا في الأمم المتحدة، وتشريد الفلسطينيين وطردهم من أرضهم في شتات واسع يبلغ تعداده الآن حوالي سبعة ملايين، ويعيش على الأرض بالداخل في قطاع غزة والضفة الغربية ما يقرب من 5 ملايين، واستمر الصراع، وظهرت أجيال جديدة تواصلت مع الآباء والأجداد المجاهدين، وتكوَّنت فصائل ومنظمات للمقاومة ضد الصهاينة الغزاة، وما زالت هذه المقاومة مستمرةً وتزداد قوةً وثباتًا يومًا بعد يوم.
وخلال المسيرة الدامية تعرضت القضيةُ الفلسطينيةُ، أرضًا وشعبًا، للعديد من المؤامرات، وتزامن مع هذه المؤامرات حروبٌ واعتداءاتٌ وقتلٌ واغتيالاتٌ وسجونٌ ومعتقلاتٌ.. كل ذلك وغيره الكثير من كيد اليهود الصهاينة وبعض الأذناب ومكرهم، وبدعمٍ وتخطيطٍ من القوى الكبرى في العالم، وعلى رأس هذه القوى أمريكا؛ بكل إمكانياتها وجيوشها وسطوتها، ولكنَّ المقاومة التي كانت في النصف الأول من القرن الماضي والتي حمل لواءها المجاهدون- على الرغم من عجزِ الأنظمة القائمة حينئذٍ وتراجعها وتفرقها- قد أوجعت الصهاينة، وزلزلت بنيانهم، ولولا تكالب قوى العالم ضدهم وضعف الجانب الرسمي العربي والإسلامي لسارت الأمور على غير ما كانت، وقدر الله للأمة أن تدخل في صراع، تمحَّص فيه، ويُمتحَن ويُفتَن أبناؤها ويتكوَّنون على عين الله؛ ليكونوا بعد ذلك الرجال الذين يستحقون السيادة والعزة، ثم تفجَّرت مرةً أخرى الصحوة والانتفاضة، وظهرت المقاومة، وعادت كتائب عز الدين القسام والمقاومون في فتح والجهاد وغيرهم من أبناء فلسطين المجاهدين المخلصين، وها هي المقاومة تقف على مفترق خَطِر؛ يأبى أبناؤها والرجال الذين شَرَوا الحياة الدنيا بالآخرة إلا أن ينحازوا إلى خندق الجهاد؛ فالله الله يا أمة الخير.. والانتفاضة مستمرة.. وإنه لجهاد؛ نصر أو استشهاد.
ومنذ بدأ توجه اليهود الصهاينة بعصاباتهم نحو فلسطين؛ أعلن الإمام البنا رحمه الله دعمَه وتأييدَه للجهاد في فلسطين ضد توطين العصابات الصهاينة فيها، وسعى وبكل قوة لمدِّ الجسور والعون للمجاهدين في فلسطين، وتحرَّك وإخوانُه يعرضون القضية الفلسطينية وأبعاد الصراع وغزو الصهاينة للأرض المقدسة على الأمة وعلى العالم، وأصبحت قضية فلسطين قضيةً محوريةً بالنسبة للإخوان المسلمين، وفي نهاية الأربعينيات تحركت كتائب الإخوان من مصر وغيرها ودخلت أرض فلسطين وحاربت جنبًا إلى جنب مع المجاهدين من أهل فلسطين، وكانت المؤامرة، ودفع الإمام البنا حياته ثمنًا لذلك، ونال الشهادة وبنفس راضية في سبيل دعوته وقضيته، وعاد الإخوان إلى السجون.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم ينقطع التواصل مع القضية بكل أطيافها ومع أهل فلسطين بكل فصائلهم، ولا يخفى على أحد كيف نشأ القادة من أبناء فلسطين، ومنهم أبو عمار وعبد الله عزام وأحمد ياسين ورفاقه وأبناؤه وغيرهم الكثير؛ فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.
وفيما يلي نذكِّر بالحقائق والأسس التي يجب أن ينطلق منها الجميع لتحرير فلسطين:
1- أرض فلسطين أرض مقدسة، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفَين من مقدسات المسلمين، وكنيسة القيامة من مقدسات إخواننا المسيحيين، وهذه الأرض والمقدَّسات واجبٌ على كل الأمة العملُ على تحريرها وحمايتها وصيانتها والدفاع عنها، ولا يملك أحدٌ كائنًا من كان أن يتنازل عن شبر من الأرض، أو أثرٍ من المقدسات، وهذه مسئوليةٌ جماعيةٌ، وواجبٌ شرعيٌّ علينا جميعًا.
2- الفلسطينيون هم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم؛ من حيث اختيار قيادتهم وطريقة الحكم لديهم، وإدارة شئونهم على أرضهم، ولا نتدخل في شئونهم الداخلية، مع حقهم علينا- بأخوَّة الإسلام ومسئولية المقدسات- في النصح والنصرة والدعم، والوقوف إلى جانبهم بكل السبل والوسائل المشروعة؛ حتى ينالوا استقلالهم، ويُقيموا دولتَهم المستقلة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس، وليس لأحد الحق في أن يتفاوض بالنيابة عنهم في كل المحافل الدولية ومع كل دول العالم.
3- المقاومة حق مشروع، فرضه الإسلام، وكفلته القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وهي الوسيلة الباقية والماضية لاسترداد الحقوق ولتحرير الأوطان؛ ولذلك فنحن مع المقاومة بذلاً وعطاءً وفداءً؛ حسبةً لله تعالى.
4- للمسلمين وغير المسلمين من أبناء فلسطين الحق في العيش على أرض الوطن الفلسطيني كمواطنين لهم كافة حقوق المواطنة، وطبقًا لمبدأ: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".
5- الخلافات بين الفصائل الفلسطينية القائمة الآن أعراض زائلة؛ بسبب المكائد الصهيونية، والضعف الذي اعترى النظم العربية والإسلامية، وبسبب بعض التصرفات الفردية من بعض ذوي الأغراض الشخصية والهوى، ويجب حلُّها بالحوار والحب والأخوَّة والإيثار، والرعايةُ والعنايةُ والعونُ من الأمة لهم في ذلك أمرٌ واجبٌ، ونحن ندرك أهمية ذلك ونضع أنفسنا في خدمة القضية وفي تقديم كل ما نستطيع لإنجاح هذا الحوار.
6- فكُّ الحصار ورفعُ المعاناة عن أهل فلسطين، وخاصةً في قطاع غزة، واجبٌ على كل الدول العربية والإسلامية، والدعمُ الشعبي والإغاثةُ واجبٌ على الأمة، وتمكينُها من ذلك بتسهيل نقل المؤن وفتح المعابر على الحدود واجبٌ على الأنظمة المعنية بذلك.
وفي هذا الصدد فإننا ننبِّه إلى ضرورة كسر احتكار الصهاينة لاقتصاديات قطاع غزة، وخاصةً في مجال الطاقة والمحروقات والكهرباء والمياه والغذاء والدواء ومستلزمات الإنتاج والصناعة داخل القطاع.
7- فلسطين عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي؛ ولذلك يجب على المنظمتين اتخاذ كافة الوسائل والسبل لدعم الفلسطينيين وإغاثتهم، والوقوف إلى جانبهم في مقاومتهم للصهاينة المحتلين؛ حتى يقيموا دولتهم المستقلة.
8- رفض الحلول البديلة عن إقامة الدولة المستقلة وخاصةً بالنسبة للضفة الغربية وقطاع غزة، ولا يمكن أن يقبل الفلسطينيون والأمة معهم بأن يتم التخلص من أي منهما أو من كليهما وإلحاقهما بدول الجوار.
9- التعددية والتنوع بوجود فصائل ومنظمات من الشعب الفلسطيني داخل أراضيه وخارجها أمرٌ طبيعيٌّ، والتعاون والتكامل وروح الأخوَّة والحوار مبادئُ أساسيةٌ لتحقيق الهدف، ووجهةُ الجميع هي التحرير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وإذا كانت هذه النقاط تمثِّل الثوابت والمرجعيات لمسيرة التحرير؛ فإن مسئولية الأمة تجاه فلسطين؛ الأرض والمقدسات والأبناء، وقيامها بهذه المسئولية في الماضي والحاضر والمستقبل.. تبقى هي حجر الزاوية لإتمام هذا التحرير المنشود ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ (الروم: من الآيتين 4 و5)، وهذا ما سنتناوله في الأسبوع القادم إن شاء الله؛ فللحديث بقية، وإن غدًا لناظره قريب.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق