مشروعاتك الإيمانية في رمضان



بقلم د/ على الحمادى


يروى أن قومًا من السلف باعوا جارية لهم، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبو ن ويستعدون له بالأطعمة وغيرها، فسألتهم: لِمَ كل هذا؟ فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟ لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ... ردوني عليهم !!
إن المسلم الذكي هو من يعرف كيف يستفيد من شهر رمضان ، من كل يوم وساعة ودقيقة وثانية فيه، ومن أجل أن يتم ذلك، لا بد أن تكون هناك مشروعات يسعى المسلم لتنفيذها في هذا الشهر الكريم؛ ليسهل عليه بعد ذلك قياس مدى تقدمه أو تأخره في المجال الإيماني على وجه الخصوص، ومن هذه المشروعات:
1 - مشروع مليونير رمضان :
وذلك بأن تقرأ كل يوم ثلاثة أجزاء من القرآن ، حيث يروي الإمام الترمذي في الحديث الحسن الصحيح عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: ألم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ ".
وبحسبة بسيطة نقول: إن الجزء الواحد من القرآن يحتوي تقريباً على 7000 حرف × الحرف بـ 10 حسنات × ثواب 70 فريضة = أربعة مليون وتسعمائة ألف حسنة يمكنك الحصول عليها إذا قرأت جزءًا واحدًا من القرآن في 40 دقيقة على الأكثر.
أي أنك لو ختمت القرآن مرة فقط في شهر رمضان فستحصل بإذن الله على 147 مليون حسنة ، ولو ختمته ثلاث مرات: 147 x 3= 441 مليون حسنة، والله يضاعف لمن يشاء.
2 - مشروع البراءة من النار ومن النفاق:
ويتحقق هذا المشروع بالمحافظة على الصلوات الخمس في المسجد مع إدراك تكبيرة الإحرام؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ، بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ" .
وقال التابعي الجليل سعيد بن المسيب: ما أذّن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.

3 - مشروع (30) حجة وعمرة :
وذلك بالانتظار في المسجد بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس وصلاة ركعتي الضحى؛ فقد روى الإمام الترمذي في الحديث الحسن أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : " من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامةّ، تامةّ، تامةّ ”.
4 - مشروع دعوة لا ترد :
عن طريق تفعيل قول الله تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" (غافر: 60)، وحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين " (رواه أحمد والترمذي)، فتخصص لنفسك كل يوم ثلث ساعة قبل الإفطار، تختلي فيها مع نفسك، تستقبل القبلة، وترفع يديك إلى السماء، وتدعو ربك بإخلاص وتذلل وطلب ورجاء. كما يمكنك أن ترتب الدعوات التي تريد أن تدعو بها، فتدعو لنفسك ثم لأسرتك وأصدقائك ثم للمسلمين المستضعفين في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي كل مكان.
5 - مشروع حفظ (300) آية
:
وذلك بأن تجعل لك كل يوم وردًا من القرآن للحفظ مقداره (10) آيات، ويمكن أن تجعل هذا المشروع لأهل بيتك كلهم، فتبدأون جميعًا كل يوم في حفظ (10) آيات، ويقوم الأب بمتابعة حفظ أهل بيته، فيُسمِّع لهم ويُسمِّعون له. روى الترمذي في الحديث الحسن الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنْ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ ".
6 - مشروع (90) بيتًا في الجنة:
فقد روى الإمـام مسلم أن رسول الله (صلى الله عيه وسلم) قال: " ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ".
وهذا يعني أنك لا بد أن تصلي لله في كل يوم وليلة (36) ستًا وثلاثين ركعة من دون الفرائض، وخطوات تنفيذ المشروع على النحو التالي:
1- المحافظة على السنن الراتبة (12 ركعة).

2- أداء صلاة التراويح والوتر (11 ركعة).
3- أداء بعض السنن الأخرى مثل:
الضحى (4 ركعات).
تحية المسجد (ركعتين على الأقل).
ركعتين بعد كل وضوء (4 ركعات على الأقل).
سنة العصر لمن شاء (4 ركعات).
فهذه (37 ركعة) وهو ما يساوي (3) ثلاثة بيوت في الجنة كل يوم، أي 90 بيتًا طوال الشهر.
7 - مشروع تكفير الذنوب:
عن طريق الحرص على أداء العمرة وزيارة الحرمين ، فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتُنبت الكبائر ".
كما أن العمرة في رمضان لها ثواب خاص، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "عمرة في رمضان تعدل حجة" أو قال: "حجة معي" (رواه البخاري ومسلم).
8 - مشروع رجال الفجر:
وذلك عن طريق تشجيع الأطفال لحضور صلاة الفجر، حيث لا توجد – في الغالب - دراسة بعد الصلاة ، ومن ثم يكون لديهم متسع من الوقت للصلاة وحفظ القرآن ، والذكر والدعاء.
روى الإمام مسلم عن جندب بن سفيان (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فانظر يا ابن آدم لا يطلُبَنَّك الله من ذمته بشيء".
9 - مشروع البيت القائم :
وذلك بأن تقسم الأسرةُ الليلَ على عدد أفرادها، كل واحد منهم يقوم ساعة ويوقظ مَنْ بعده ثم يذهب هو لينام، ويُنظَّم الأمر في جدول ويُعلَّق في البيت، وبهذا يكون أفراد البيت قد قاموا الليل كله في بيتهم، فيا له من فضل وكرامة لهم. يقول تعالى: "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" (الإسراء ، الآية: 79).
رُوي أن أنس بن مالك (رضي الله عنه) كان يقسم الليل ثلاثاً: يصلي هو الثلث الأول، ثم يوقظ زوجته فتصلي الثلث الثانى، ثم توقظ الزوجة ابنتها الوحيدة لتصلي الثلث الأخير؛ فلما تُوفيت الزوجة قسَّم الليل بينه وبين ابنته فكان يصلي نصف الليل وتصلي هي النصف الآخر، ولما تُوفي أنس حرصت ابنته على أن تصلي الليل كله.
10 – مشروع ليلة العمر:
ويُقصد به إحياء ليلة القدر، الليلة التي نزل فيه القرآن الكريم، وسنخصها في الثلث الأخير من رمضان ببرنامج خاص يعين المسلم على اغتنامها والفوز بها.

0 التعليقات:

 

اخوان دار العلوم Copyright © 2009 WoodMag is Designed by Ipietoon for Free Blogger Template

') }else{document.write('') } }