قرر طلاب الإخوان المسلمين بجامعة القاهرة مشاركتهم في الانتخابات الطلابية التي تجري الآن بشكلٍ جزئي على أن تكون مشاركتهم في لجنة واحدة، وجاء هذا القرار ضمن مبادرة أطلقها الطلاب ظهر اليوم في مؤتمرٍ صحفي أمام قبة الجامعة، وهي المبادرة التي أعلنوا فيها نيتهم فتح صفحة جديدة مع إدارة الجامعة تقوم على الاحترام المتبادل والمنفعة العامة، والتي جاءت انطلاقًا من مشروعهم الحضاري الإسلامي وإيمانهم بالشراكة مع زملائهم الطلاب في العمل على تنمية المجتمع الجامعي وتعزيز دور الجامعة في الحياة العامة من خلال التجديد والابتكار في العمل الطلابي.
وأعلن محمد محيى الدين المتحدث باسم طلاب الإخوان بجامعة القاهرة وهذا نص المبادرة :
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الأستاذ الدكتور/ حسام كامل رئيس جامعة القاهرةسيادة الأستاذ الدكتور/ عادل زايد نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب السادة نواب رئيس الجامعة السادة عمداء ووكلاء كليات الجامعة السادة أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة
سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته وبعد،،،بداية نهنئكم بقيادة هذا الصرح العظيم – جامعة القاهرة - الذي طالما خرج لمصر وللعروبة وللإنسانية جمعاء - علي مدار مائة عام - نماذج وقدوات في جميع المجالات، فكانوا – بحق - شرفاً لمصر في ماضيها وحاضرها..ولعل تولي سيادتكم لهذه المسئولية الضخمة مع بداية مئوية جديدة لجامعة القاهرة باعث لنا علي الأمل والتفاؤل بأن تكون هذه المئوية أفضل من سابقتها بجهودكم وجهود أبناء الجامعة المخلصين، داعين المولي عز وجل بأن يوفقكم إلي تحقيق طفرة حقيقية في الحياة التعليمية بجامعة القاهرة بأفكاركم ومجهوداتكم وقبل كل ذلك بعون الله وتوفيقه.وحرصا منا علي أن نكون لكم خير معين علي أداء مهمتكم وأن نكون عاملا مساعدا لكم علي تحقيق الطفرة المنشودة في الحياة الجامعية ومن منطلق كوننا طلابا بهذه الجامعة العريقة وجزءا لا يتجزأ منها نتمني لها كل خير ونحلم لها - مثلكم - بأن تكون أفضل جامعة علي المستوي المحلي والعالمي..فإننا نتقدم لسيادتكم بهذه المبادرة بهدف تعزيز علاقة التعاون بيننا وبين إدارة جامعتنا والمشاركة بكل ما نستطيع لأجل تحقيق الحلم الذي ننشده جميعا ألا وهو جامعة مثالية على المستويين العلمي والأخلاقي.إن هذه المبادرة نابعة من رؤيتنا التي نعمل من خلالها وهي:" انطلاقا من المشروع الحضاري الإسلامي وإيمانا بالشراكة مع زملائنا الطلاب نعمل علي تنمية المجتمع الجامعي وتعزيز دور الجامعة في الحياة العامة عبر إعداد كفاءات ورموز طلابية ومن خلال التجديد والابتكار في شكل ووسائل العمل الطلابي".انطلاقا من هذه الرؤية نتقدم لسيادتكم بهذه المبادرة التي تعبر عن ثوابت مشروعنا الإسلامى في الحوار والشراكة مع كل من يريد الخير لأمتنا وجامعتنا كجزء منها والقيام بدور بناء وفعال تجاه مجتمعاتنا...هذه ثوابتنا التي لن نتراجع عنها يوما وسنظل دوما بعون الله وبمؤازرة أساتذتنا وإدارة جامعتنا حاملين لها.. وكلنا أمل أن تجد هذه المبادرة قبولا لديكم، وأن تكون خطوة من خطوات الاستعداد والانطلاق نحو مئوية جديدة هي "مئوية الأمل".
عناصر المبادرة:
(1)نحرص نحن طلاب الإخوان المسلمين على أن يكون لنا دور فاعل في جامعتنا لخدمتها وخدمة وطننا وأمتنا. دور نابع من حق كل الطلاب في العمل تحت مظلة نشاط طلابي ينمي القدرات ويصقل المواهب ويستثمر الطاقات لإعداد الكوادر والقيادات للحياة العامة.لذا نؤكد على استمرارنا في ممارسة حقنا المشروع في التقدم لتسجيل أسر طلابية رسمية ، تكون هي القناة الشرعية التي نمارس من خلالها العمل تحت مظلة النشاط الطلابي طبقا للأصول الجامعية المرعية، آملين أن تتاح الفرصة لجميع الطلاب في ممارسة حقهم في المشاركة في الأنشطة الطلابية وألا توضع العراقيل في طريق تسجيل الأسر أو حرية ممارسة نشاطها في إطار القيم الأخلاقية المستقرة والأعراف والتقاليد الجامعية الراسخة.
(2)بالرغم من أن التقدم لأي انتخابات هو حق دستورى وقانوني أصيل، وبالرغم من أن أصول العملية الديمقراطية تقتضي أن يكون الاختيار للمصوتين بين البرامج والأشخاص المتقدمين للانتخابات دون تدخل من وسيط أو فرض وصاية على المصوتين. إلا أن الأعوام الماضية كانت قد شهدت تدخلات أمنية واسعة فى انتخابات الاتحادات الطلابية، وعلى رأس تلك التدخلات شطب أسماء الطلاب على أساس أفكارهم وانتماءاتهم، مما كان يخرج العملية الانتخابية عن أهدافها من تدريب الطلاب على الحياة السياسية السليمة وممارسة حقوقهم الدستورية واختيارهم لمن يرونه مناسبا لتمثيلهم. لذا رأينا من باب نشدان الصالح العام وحتى لا تضيع أهداف العملية الانتخابية، وحتى لا تتخرج أجيال تلو أجيال لم تمارس هذا الحق وبالتالي تعزف عنه فى باقي مراحل عمرها، أن تكون مشاركتنا هذا العام على أساس المبدأ الأصيل عندنا وهو "المشاركة لا المغالبة" وذلك بالترشح في لجنة واحدة فقط من لجان الاتحاد في بعض كليات الجامعة، بما يؤكد رغبتنا في عدم السعي لقيادة الاتحاد بالرغم من أن هذا حق مشروع للجميع ممن ينال ثقة الطلاب. آملين أن تكون هذه الخطوة منا بادرة حسن نية لإجراء عملية انتخابية نزيهة تليق باسم جامعتنا العريقة لتحيي من جديد لدى الطلاب الحرص على ممارسة حقوقهم والمشاركة فى الشأن العام.
(3)لما لم تكن الجامعة مجرد مبان دراسية وأكاديمية فحسب، ولكنها كانت دوما محاضن لتربية وتنشئة الأجيال وإكمال نضجهم وتوسيع معارفهم وتنمية مداركهم فى كل المجالات. نشأ وتنوع النشاط الطلابي. واعتدنا نحن - طلاب الإخوان المسلمين – فى الأعوام الأخيرة على تبنى قيمة ورسالة طوال العام نحملها لزملائنا الطلاب عبر مجموعة من الرسائل والوسائل التي تعمل على غرس هذه القيمة وترسيخها فى النفوس.ورغبة منا في تهيئة أجواء هادئة فى الجامعة هذا العام يتشكل فيها وجه جديد للجامعة مع مئويتها الجديدة، فإننا اخترنا أن تكون القيمة التى نتناولها لهذه السنة هي قيمة اجتماعية وإنسانية تهدف إلى ترسيخ المعاني الإنسانية النبيلة التي افتقدناها في دوامة الحياة المادية المعاصرة.وذلك من خلال نشاط اجتماعي نضيفه للنشاط الخدمى الذى نبذل جهدنا فى تطويره وتحسينه لنقدمه لزملائنا الطلاب ليكون لهم عونا على تسهيل أمور دراستهم وتفوقهم في المجالين العلمي والعملي.ونحن نأمل أن يجد هذا النشاط الاجتماعي والخدمي التفهم والترحيب اللائق لدى إدارة الجامعة وإدارات الكليات، وأن يكون ذلك بمثابة نهاية لدوامة التحقيقات ومجالس التأديب والاستبعادات من المدينة الجامعية والحرمان من الامتحانات وغيرها من الإجراءات التعسفية التي عكرت صفو الحياة الجامعية في فترات سابقة وأسهمت في تعويق النشاط الطلابي وزعزعة الثقة بين الإدارات الجامعية وعموم الطلاب.
(4)لما كنا طاقة شبابية منّ الله عليها ببعض الخبرات الطلابية المتراكمة نتمنى من الله أن تكون مصحوبة بنية صالحة متقبلة تهدف للنهضة بجامعتنا ووطننا وأمتنا، فإننا نمد أيدينا بالتعاون مع كل شرائح المجتمع الجامعي أساتذة وطلابا وأسرا واتحادات وجمعيات علمية واجتماعية وغيرها، حتى نحقق جوا من الشراكة مع الجهات المختلفة بالجامعة مما يؤدى إلى النهوض بالمجتمع الجامعي.وانطلاقا من هذا المبدأ نعلن استعدادنا للمشاركة مع أي جهة من الجهات الطلابية للعمل من خلال المساحات المشتركة، كما نعلن أيضا استعدادنا بل وحماسنا الشديد للمشاركة في جميع الأنشطة الرسمية التي تنظمها إدارة الجامعة، بل إننا نضع إمكانياتنا – كأسرة من أبناء جامعتنا العريقة جامعة القاهرة التي لها في نفوسنا كل الحب والتقدير والامتنان- تحت تصرف إدارة جامعتنا وأساتذتنا لنكون سواعدهم التي تتحرك وتنجز وتنفذ كل ما من شأنه النهضة بمجتمعنا الجامعي ووطننا الحبيب مصر.خاتمة :أساتذتنا الكرام، إدارة جامعتنا الموقرة ... بقلوب يملؤها الأمل أن تكون هذه المبادرة صفحة جديدة من صفحات العمل الطلابي في جامعة القاهرة ....صفحة مليئة بالتعاون والتعاضد بين كل مكونات جامعة القاهرة أساتذة وطلابا بل وموظفين وعمالا ...صفحة خالية من كل ما ينغص الحياة الطلابية ويكدر صفوها ويهدد جدار الثقة بين طلابها وإدارة الجامعة فيها ....صفحة تزرع الأمل في نفوسنا جميعا ولا تقتله ....صفحة تفجر الطاقات والمواهب وتتبناها وتنميها ...ونحن علي ثقة إن شاء الله في سيادتكم بأن ترسموا ونحن معكم أجمل فترة في العلاقة القوية بين إدارة الجامعة وأبنائها الطلاب وأن تظل هذه العلاقة هي القوة الدافعة التي تحرك الجامعة دوما إلي الأمام بإذن الله لتحقيق آمال الجامعة ورؤيتها وأهدافها المنشودة في مئويتها الجديدة "مئوية الأمل". "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"والله من وراء القصد.طلاب الإخوان المسلمين بجامعة القاهرة7 شوال 1429 هجرية7 أكتوبر 2008 ميلادية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق