أوباما يكتسح الانتخابات الأمريكية وينصب رئيسا

أوباما يحقق حلم الأفارقة للوصول للبيت الأبيضحقق باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي اليوم الأربعاء فوزا كاسحا في انتخابات الرئاسة الأمريكية؛ ليصبح أول رئيس أمريكي أسود ذو أصول مسلمة يصل للبيت الأبيض.
ووفقا لنتائج الفرز فإن أوباما فاز حتى الآن بـ 338 صوتا مقابل 155 لغريمه مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين من أصوات المجمع الانتخابي الذي يبلغ الحد الأدنى للفوز به 270.
وفي أول كلمة له بعد إعلان فوزه قال باراك حسين أوباما الرئيس الأمريكي الجديد: "بسبب ما قمنا به التغيير جاء إلى أمريكا".
وأضاف أوباما أمام احتفال لأنصاره في معقله مدينة شيكاغو بولاية إلينوي: إن "هناك من وقفوا بالساعات للإدلاء بأصواتهم ربما لأول مرة؛ لأنهم آمنوا بأن أصواتهم ستحدث فرقا".

واعتبر الرئيس المنتخب أن "أمريكا أرسلت رسالة للعالم: نحن كنا وسنظل الولايات المتحدة الأمريكية".
ووصل أوباما إلى البيت الأبيض تحت شعار التغيير، وجاب أرجاء البلاد مدافعا عن أفكاره وبرامجه للإصلاح الاقتصادي.
من جانبه، أقر ماكين بهزيمته رسميا مقابل فوز أوباما قائلا: "الشعب الأمريكي قال كلمته.. من الطبيعي الليلة أن أشعر ببعض خيبة الأمل، لكن غدا يتعين علينا أن نتجاوزها".
وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض: إن الرئيس جورج بوش اتصل اليوم بالديمقراطي أوباما لتهنئته على الفوز في انتخابات الرئاسة، ودعاه وأسرته لزيارة البيت الأبيض قريبا.
الشيوخ والنواب أيضا
ولم يقتصر تقدم الديمقراطيين على فوزهم بالبيت الأبيض، بل عززوا أغلبيتهم في مجلسي الشيوخ والنواب على حساب الجمهوريين.
ويقول المراقبون: إن إستراتيجية أوباما التي تمثلت في غزو الولايات "الحمراء" وهي الولايات التي تدين بالولاء للحزب الجمهوري، وعدم اكتفائه بالولايات الديمقراطية الزرقاء كانت إستراتيجية موفقة.
وقد عزز امتعاض الناخبين الأمريكيين من السياسات الاقتصادية للرئيس بوش وحزبه الجمهوري من فرص أوباما والديمقراطيين في الفوز.
وخاض أوباما واحدة من أطول وأشرس الحملات في تاريخ الانتخابات؛ حيث انتزع ترشيح حزبه بعد منافسة شرسة مع هيلاري كلينتون، ثم نافس المرشح الجمهوري جون ماكين حتى الساعات الأخيرة.
وأوباما هو ثالث رئيس من الحزب الديمقراطي خلال ثلاثة عقود بعد جيمي كارتر وبيل كلينتون، وأول عضو بالكونجرس يصل إلى الرئاسة منذ عهد الرئيس جون كينيدي.
خطاب النصر
وعقب فوزه قال أوباما في مقره في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي أمام 200 ألف من أنصاره إن "التغيير آتٍ إلى أمريكا"، ودعا الأمريكيين إلى "دعم روح الوحدة" لمواجهة "التحديات الملحة" التي تواجه البلاد في الوقت الراهن، وشدد على أن الطريق أمامه "سيكون شاقا".
وقال أوباما: "سيكون الطريق أمامنا طويلا، وسنتسلق منحدرات صعبة"، مضيفا: "ربما لا نصل إلى هناك في عام أو حتى في فترة ولاية واحدة، ولكن لم تحدوني آمال أكثر من التي تحدوني الليلة بأننا سنصل إلى هناك".
وتحدث أوباما عن دلالات انتخابه كأول رئيس أمريكي أسود اللون، مثنيا على منافسه المهزوم ماكين ووصفه بأنه "شخص وطني"، وأشاد بوضعه كأسير حرب سابق في حرب فيتنام، قائلا إنه يأمل أن يعمل معه، وتابع قائلا: "لقد قدم تضحيات لأمريكا لا يمكن لكثير منا حتى أن يتخيلوها، ونحن أفضل من جراء الخدمة التي قدمها هذا الزعيم الشجاع غير الأناني".
الأسواق
وفور الإعلان عن فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، شهدت أسواق العالم العديد من التطورات، فبعد أن تعرض أمس الأربعاء لأكبر هبوط له في يوم واحد خلال 13 عاما، بلغت 2.5% ارتفع الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية في معاملات آسيا إثر فوز أوباما؛ حيث ارتفع سعر الدولار بنسبة 0.9% مقابل اليورو، و0.8% مقابل باقي سلة العملات الرئيسية العالمية.
وانطلقت عمليات شراء الدولار بعد قليل من توقعات وسائل الإعلام بفوز أوباما؛ حيث ساهمت التوقعات بحدوث تغيير في واشنطن في إنعاش آمال المستثمرين بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكي.
وقد أدى ذلك الارتفاع بالنسبة للدولار إلى انخفاض أسعار النفط والمعادن في الأسواق العالمية اليوم الأربعاء؛ حيث انخفضت أسعار النفط بنسبة 3%، إلى مستوى 68 دولار للبرميل متخليا عن جزء من مكاسبه في الأيام القليلة الماضية؛ حيث كان قد وصل إلى مستوى 71 دولار.
كما هبطت أسعار الذهب أكثر من 10 دولارات، بنسبة 1% مع صعود الدولار أمام العملات الرئيسية؛ حيث هبطت أسعار الذهب في المعاملات الفورية إلى 749 دولار للأوقية، بانخفاض قدره 12.95 دولار عند مستوى الإغلاق السابق في سوق نيويورك.
بينما انخفض سعر النحاس 5% في التعاملات الآجلة مواصلا هبوطه في أعقاب الفوز الذي حققه باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية.