بقلم : محمد شعير
أردت أن أبدأ مقالتي بذلك العنوان "فكر جديد لخراب بلدنا" ليس إستهجاناً من شعار المؤتمر السنوي للحزب الوطني وإنما حقيقة أردت بها وجه الله ؛ لقد شاهد العالم العربى أجمع المؤتمر السنوي للحزب الوطني وشاهد ما فيه من ضحالة فكر أو بمعنى أدق "مستنقع فكر" نغوص جميعنا فى أوحاله ولا ندرى عمقه .
الناظر لهذه الأحداث فى هذا المؤتمر لا يجد إلا استمراراً لمنظومة الديكور التي يصر هذا الحزب علي السير بها ، لتجميل وجهه العكر وسلوكه القبيح الذي ضاقت به مصر . ونتسأل قائلين لماذا كل هذه الضجة المفتعلة قبل المؤتمر التى تصب في صالح استمراء الكذب والإصرار عليه والموت في سبيل تأكيده وسط شعب بات يكره هذا الحزب الأمر الذى أصبح من الصعوبة بمكان أن يثبت أى مواطن أن الحزب صاحب إنجاز ملموس علي أرض الواقع بعيداً عن جوقة الإعلام الفاسد التي تلزمه وتخطط له دون احترام لعقل الشعب .
غير أنه لا داعى إلى إصرار الحزب علي المضي قدماً في خطط أثبت الواقع فشلها ، وأجمع الخبراء علي عدم جدواها الذى يعبر عن مدي الاستهتار الذي يلازم ذلك الحزب بحقوق الشعب .ونؤكد ان تمسك الحزب بأشكال دعائية تثبت بقاءه رغم موته وعدم وجوده بين الجماهير لجلب مزيد من الأضواء عليه والتمهيد لسيناريو التوريث المرفوض إنما هو تمسك فارغ ومفضوح لن يطول تماسكه.
إنها أصبحت"طبخة" فاحت رائحتها وليس من السهل الآن أن يصدق الشعب ما يحدث داخل هذه القاعة التي ضجت بتلك المذابح الدموية للعقول البشرية للشعب المصري وما يثبت تلك المهاترات التي باتت من السهولة أن يراها الأمي الجاهل ....أنه أصبح هناك حالة من عدم الإستقرار للكيان التنظيمي للحزب من خلال مشاهدتك للمؤتمر الأخير وكمن ذلك فى:-
1-السيد صفوت الشريف :- تجده - فى بداية الأمر- فى إلقاء الخطاب الأول للمؤتمر هناك شئ من العصبية التي من المستغربة من السيد صفوت لأنه من المعلوم عليه الهدوء التام حتى مع مجادلة معارضيه...فى حين أنه يجب ظهوره فى بداية المؤتمر -كوجهة إعلامية- بشئ من الإتزان العصبي والنفسي..فكان غير ذلك......فبم تفسر ذلك الأمر ...قد يكون بداية لتهالك الفكر القديم وهو من أنصاره...أظن للقارئ الإجابة.
2-السيد كمال الشاذلي:- الذى كان دائما يتحفنا بمواويله الإستعراضية الحزبية ...لم نجده بارزا على المسرح السياسي.
3-السيد أحمد عز:- وله كبير الإحترام....فكان "مبهدل" تكينكياً وخرج عن المألوف بإستهجانه الشعبي قائلا: "الناس اللي بتقول الحزب الوطني مش فاهم الشارع...قال همَ اللي فاهمين...عجبي" ؛ لكن أريد أن أذكر للسيد أحمد بــ13 مليون عانس , 29% بطالة فى مصر ، غرقى العبارات , حالات التحرش التي بلغت25% من حالات التحرش العالمية ,وهلم جرا .
4-السيد مبارك الإبن:- كان هادئا تماما على غير المعتاد فى صولاته الحزبية المشهودة ؛ غير أنه قد تكلف ذلك تماما فى بداية المؤتمر ولم يكن له الظهور السياسي كأمين مساعد للتنظيم وأمين السياسات وكأنه يريد إيصال رسائل بريدية للجمهور العريض بأنه "مفيش توريث حاليا".
5-السيد زكريا عزمي :- كان تماما مثل السيد أحمد عز , أتي" بجريدته "المحترمة ليرد على الإتهامات الغير سوية أخلاقياً فى تصرف لم يكن من المعتاد عليه هكذا .
6-السيد محمد مبارك"رئيس الحزب":- كان على غير العادة تماما فكان من خفة الظل ما لم شوهد عليه من قبل ....ولا تعليق .
10-محمد كمال:-وكان ما بين ذلك أدوار كواليسية مخبأة فى مسرح ملئ بالقيادات والكوادر الحزبية لم نرد الإطالة عليها كثيرا.لكن المفاجئ بروز السيد محمد كمال أمين التدريب التثقيفى والسياسي كشخصية قيادية بعد إختفاء دام ثلاث سنوات متصلة والعجيب أنه جاء ساقطا بجبهته المستنيرة على صدر السيد أحمد عز متدليا برأسه عن مربيه الفاضل على الدين هلال ...واترك للقارئ أن يفكر فى ذلك.
:: الجدير بالذكر أن النخبة السياسية ومسئولي الأحزاب الأخرى يؤيدون فكرة أهمية تطوير الشخصيات الحزبية لدى " الوطني" والرمي بالقديم فى"..... "بعيد ؛ على حين أنه ذكر بأن مجموعة 6 إبريل أرادوا بتحقيق فكرة مؤتمر موازي للمؤتمر الوطني لكن لم يتسنى لهم ذلك, لفض القائمين على القاعات والفنادق الدولية بإقامة أي مؤتمر سياسى فى فترة وأيام هذا المؤتمر؛ فقرروا ولأول مرة على الصعيد المصري إقامته على أسلاك الإنترنت.
أما خبراء السياسة البارزين فيستقرئون من خلال هذا المؤتمر بعض العلامات التي تحدو فى غير مصلحة الحزب الوطني من خلال الحرب الضروس القائمة بين أنصار الفكر القديم والفكر الجديد فى الوطني وهو الذى بانت ملامحه من شخصيات الحزب فى ذلك المؤتمر , فهل سيجنى الشعب المصري غمار أو ثمار تلك الحرب القائمة؟ أم إنها ممارسات سلطوية حزبية كما توجد فى جميع الأحزاب....للسؤال إجابة.
وإن غدا لناظره قريب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق