الانتصار المر
بقلم . أحمد درويش
الشمس فى كبد السماء ساطعة ً بشدة حتى أنها تلفح الرؤوس التى تتقاتل تحتها ؛
عسكر الفريقين عند نهر دُجيل وكلا ً منهموا جاء لرغبة خاصة لديه
أما عن جيش عبد الملك بن مروان الذى يبدوا كثيفا ومُهيب
والذى يقوده عبد الملك بنفسه
جاء لعرض السلام على ابن العم ، وأن يوليه العراق نيابتا عنه تحت امرته
بدلا من الخروج عليه ، وحجته فى ذلك أن مصعب لا علم له بالحرب
ويحب الدعة والراحة فسوف يستجيب للعرض بمجرد رؤية قوة الجيش
الذى جاء لردعة
وفى الصفوف المقابلة بدى الحال على النقيض تماما ، قوة خائرة ،
ورجال يجرى الخوف منهم مجرى الدم فى العروق
ظهروا كبعض من الغزلان أمام جيش جرار من الأسود
ففرّ الكثير منهم أمام المشهد الذى لا ينزر إلا بالهلاك
وتركوا مصعب بن الزبير وحدة إلا من بعض مَن أخلص له
الأمر بدا لمصعب بأنه نهاية المطاف أو الهاوية .
أرسل عبد الملك كتابا لمصعب ، فجاءه إبراهيم بن الأشتر ومعه الكتاب
وقال : هذا وصلنى من عبد الملك إليك ، ففتحه فإذا هو يدعوه إلى الإتيان إليه والخضوع له وله نيابة العراق
، وأنبأه ابن الأشتر أنه لم يبق فى الجيش أمير إلا جاءه كتاب مثل هذا
فتمتم مصعب فى نفسه قائلا : رحم الله أبا بحر إن كان ليحذرنى غدر أهل العراق وكأنه ينظر إلى ما نحن فيه الآن .
وتذكر حينها أنهم هم الذين أوعذوا إليه قتل الأسرى من جيش
المختار الثقفى بعد أن كاد يميل إليهم ويعطيهم الأمان وكانت لهذه الحادثة دورها البارز فى الأساءة لسمعته وأقامت له عداء خاصا عند بعض القبائل .
رفض ابن الزبير رسالة عبد الملك وأعلن الحرب على ما به من ضعف وقلة عدد
وقال : إن مثلى لا ينصرف عن هذا الموضع إلا غالبا أو مغلوبا
كان فى هذا الموقف الذى إتخذه ابن الزبير خيبة أمل لعبد الملك الذى ظن أن ابن العم سريعا ما يوافق على العرض الذى عرضه عليه والذى جاء بقوته كاملة من أجله خاصتا مع خوار قوة مصعب
سريعا ما حمل ابن الأشقر- وهو أمير المقدمة لجيش مصعب - على محمد بن مروان - أمير المقدمة لجيش عبد الملك - فأردفه عبد الملك
بعبد الله بن يزيد فحملوا على ابن الأشتر فقتلوه ..
حينها بعث محمد بن مروان إلى عيسى بن مصعب ونادى عليه
وقال : يا بن أخى ، لا تقتل نفسك ، لك الأمان
حتى أن أباه قال له : قد أمّنك عمك فامض إليه
فرد عليه وقال : لا يتحدث نساء قريش أنى أسلمتك للقتل
ورفض الابن البارأن يترك أباه يقتل وحده
كان الموقف حينها قد تأزم بطريقة لم يتصورها عبد الملك فقد استخدم هووقواده كل السبل لتفادى الدماء وإراقته ولكن مصعب كان له موقف مغاير متشدد فى حقه
ونادى مصعب فى جنده الباقين يحثهم على القتال ويشدد عليهم
فلا يتحرك منهم أحد
فجعل يقول : يا ابراهيم ، ولا ابراهيم لى اليوم
وأسرع رجل يقال له عبيد الله بن زياد التميمى إلى بن الزبير
فقتله وحز رأسه وقتل ابنه معه
وجاء بن زياد برأس مصعب إلى عبد الملك بن مروان وألقاها على الأرض ،
وقال له : اعلم أنى لم أقتله على طاعتك ، ولكن بثأر كان لى عنده ..
وحين رأى عبد الملك رأس ابن العم والصديق القديم ملقاة أمامه على الأرض
وعلم بمقتل ابن أخيه عيسى ؛ هانت الدنيا أمام ناظريه
فخرّ باكيا على الأرض
وندم ندما شديدا على الحال الذى آل إليه ولعن المُلك والتقاتل عليه
والذى جعلهم يقفون أمام بعضهم البعض بالسيوف
فقال : والله ، ما كنت أقدر أن أصبر عليه ساعة واحدة من حبى له
حتى دخل السيف بيننا ، ولكن المُلك عقيم ،
متى تلد النساء مثل مصعب ؟.
عسكر الفريقين عند نهر دُجيل وكلا ً منهموا جاء لرغبة خاصة لديه
أما عن جيش عبد الملك بن مروان الذى يبدوا كثيفا ومُهيب
والذى يقوده عبد الملك بنفسه
جاء لعرض السلام على ابن العم ، وأن يوليه العراق نيابتا عنه تحت امرته
بدلا من الخروج عليه ، وحجته فى ذلك أن مصعب لا علم له بالحرب
ويحب الدعة والراحة فسوف يستجيب للعرض بمجرد رؤية قوة الجيش
الذى جاء لردعة
وفى الصفوف المقابلة بدى الحال على النقيض تماما ، قوة خائرة ،
ورجال يجرى الخوف منهم مجرى الدم فى العروق
ظهروا كبعض من الغزلان أمام جيش جرار من الأسود
ففرّ الكثير منهم أمام المشهد الذى لا ينزر إلا بالهلاك
وتركوا مصعب بن الزبير وحدة إلا من بعض مَن أخلص له
الأمر بدا لمصعب بأنه نهاية المطاف أو الهاوية .
أرسل عبد الملك كتابا لمصعب ، فجاءه إبراهيم بن الأشتر ومعه الكتاب
وقال : هذا وصلنى من عبد الملك إليك ، ففتحه فإذا هو يدعوه إلى الإتيان إليه والخضوع له وله نيابة العراق
، وأنبأه ابن الأشتر أنه لم يبق فى الجيش أمير إلا جاءه كتاب مثل هذا
فتمتم مصعب فى نفسه قائلا : رحم الله أبا بحر إن كان ليحذرنى غدر أهل العراق وكأنه ينظر إلى ما نحن فيه الآن .
وتذكر حينها أنهم هم الذين أوعذوا إليه قتل الأسرى من جيش
المختار الثقفى بعد أن كاد يميل إليهم ويعطيهم الأمان وكانت لهذه الحادثة دورها البارز فى الأساءة لسمعته وأقامت له عداء خاصا عند بعض القبائل .
رفض ابن الزبير رسالة عبد الملك وأعلن الحرب على ما به من ضعف وقلة عدد
وقال : إن مثلى لا ينصرف عن هذا الموضع إلا غالبا أو مغلوبا
كان فى هذا الموقف الذى إتخذه ابن الزبير خيبة أمل لعبد الملك الذى ظن أن ابن العم سريعا ما يوافق على العرض الذى عرضه عليه والذى جاء بقوته كاملة من أجله خاصتا مع خوار قوة مصعب
سريعا ما حمل ابن الأشقر- وهو أمير المقدمة لجيش مصعب - على محمد بن مروان - أمير المقدمة لجيش عبد الملك - فأردفه عبد الملك
بعبد الله بن يزيد فحملوا على ابن الأشتر فقتلوه ..
حينها بعث محمد بن مروان إلى عيسى بن مصعب ونادى عليه
وقال : يا بن أخى ، لا تقتل نفسك ، لك الأمان
حتى أن أباه قال له : قد أمّنك عمك فامض إليه
فرد عليه وقال : لا يتحدث نساء قريش أنى أسلمتك للقتل
ورفض الابن البارأن يترك أباه يقتل وحده
كان الموقف حينها قد تأزم بطريقة لم يتصورها عبد الملك فقد استخدم هووقواده كل السبل لتفادى الدماء وإراقته ولكن مصعب كان له موقف مغاير متشدد فى حقه
ونادى مصعب فى جنده الباقين يحثهم على القتال ويشدد عليهم
فلا يتحرك منهم أحد
فجعل يقول : يا ابراهيم ، ولا ابراهيم لى اليوم
وأسرع رجل يقال له عبيد الله بن زياد التميمى إلى بن الزبير
فقتله وحز رأسه وقتل ابنه معه
وجاء بن زياد برأس مصعب إلى عبد الملك بن مروان وألقاها على الأرض ،
وقال له : اعلم أنى لم أقتله على طاعتك ، ولكن بثأر كان لى عنده ..
وحين رأى عبد الملك رأس ابن العم والصديق القديم ملقاة أمامه على الأرض
وعلم بمقتل ابن أخيه عيسى ؛ هانت الدنيا أمام ناظريه
فخرّ باكيا على الأرض
وندم ندما شديدا على الحال الذى آل إليه ولعن المُلك والتقاتل عليه
والذى جعلهم يقفون أمام بعضهم البعض بالسيوف
فقال : والله ، ما كنت أقدر أن أصبر عليه ساعة واحدة من حبى له
حتى دخل السيف بيننا ، ولكن المُلك عقيم ،
متى تلد النساء مثل مصعب ؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق