طلاب الجامعات.. "إيد واحدة" في يومهم العالمي



تحت شعار "كفاية وحقي والإخوان.. أمل الجامعة في كل مكان" نظَّم المئات من طلاب الإخوان المسلمين وحركتي حقي وكفاية وشباب 6 أبريل وطلاب حزب العمل مظاهرةً حاشدةً؛ بمناسبة يوم الطالب العالمي، جابت جامعة القاهرة بمشاركة بعض القوى الوطنية ورموز العمل السياسي بالأحزاب والحركات المختلفة؛ للمطالبة بإلغاء الحرس الجامعي، وتخفيض المصاريف الدراسية ومصاريف الكتاب الجامعي، وإلغاء اللائحة الطلابية القائمة، ووضع لائحة تعطي الحرية للطلبة، وتوفِّر نظامًا تعليميًّا متطورًا يواكب العصر.

المظاهرة أحيت الذكرى الثالثة والستين ليوم الطالب العالمي؛ الذي ضحَّى فيه الطلاب بحياتهم؛ عندما خرجت المظاهرات من جامعة القاهرة متجهةً إلى ميدان التحرير للمطالبة بجلاء المحتل الإنجليزي؛ الذي واجه المتظاهرين بالرصاص فسقط الشهداء؛ في الوقت الذي تم فيه أيضًا فتح كوبري عباس أثناء مرور الطلاب من فوقه ليتساقطوا شهداء.


تحرك الطلاب في مظاهرة حاشدة ضمت جميع الأطياف السياسية بالجامعة؛ تقدمها الدكتور عبد الجليل مصطفى الأستاذ بكلية الطب والدكتور يحيى القزاز الأستاذ بكلية العلوم جامعة حلوان والدكتور أحمد درَّاج الناشط بحركة 9 أبريل، ورفعوا فيها لافتات: "حقوقنا.. حقوقنا.. كفاية سكوت.. إما ناخدها وإما نموت" و"أول مطلب للطلاب.. أمن الدولة برة الباب" و"تاني مطلب للطلاب.. تغيير لايحة وسعر كتاب" و"كلمة قوية طلابية.. الحرية" و"مطالبنا تعليم مجاني وحرية طلابية ومصاريف قانونية"، كما ردَّدوا هتافات: "حركة طلابية واحدة.. ضد السلطة اللي بتدبحنا" و"خايفين من كلمة حقي ليه؟!.. بعتوا بلدنا ولا إيه؟!".

وفي الواحدة ظهرًا بدأت مظاهرة ثانية خارج الحرم الجامعي، ضمَّت أكثر من 200 طالب من طلاب الإخوان المسلمين بجامعتي حلوان وعين شمس؛ توافدوا على الجامعة للمشاركة لإحياء فعاليات يوم الطالب العالم، بالإضافة إلى العشرات من أعضاء هيئات التدريس؛ على رأسهم الدكتور عبد الحميد الغزالي الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومحمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين؛ الذي رفع علمه الشهير، بالإضافة إلى الكارت الأحمر الذي جعله الطلاب رمزًا رفعوه ضد الحرس الجامعي تنفيذًا للحكم القضائي الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري ضد الحرس الجامعي بوجوب طرده من الجامعة.

كما شارك في المظاهرة بعض الناشطين السياسيين بحركة كفاية، مثل الدكتورة كريمة الحفناوي؛ التي أكدت أن هذا اليوم شهد إعدادًا قويًّا من كافة القوى السياسية على مدار الشهر الماضي، معللة بأن هذا يومٌ تاريخيٌّ إحياءً لمناسبة عظيمة لا تخص الطلاب وحدهم، ولكنها تخص الأمة بأكملها.

وأكدت أن المطالب المشروعة التي ينادي بها الطلاب من طرد الحرس الجامعي واستقلال الجامعات لا تخص الطلاب وحدهم، مشيرةً إلى أن هذا اليوم بداية جديدة لتحالف القوى السياسية في مصر للتصعيد ضد هذا النظام الذي تفشَّى فساده.


وقال د. عبد الحميد الغزالي الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن اليوم بداية طيبة للمطالبة بالحقوق المشروعة للطلاب في مشاركتهم بالنشاط الجامعي، رغم التضييق الأمني الذي حدث، مؤكدًا أن توحيد صفوف الطلاب دليل على أن الشعب المصري بكل قواه في طريقه إلى تغيير حقيقي كمخرج من المأزق الحضاري، سواءٌ من الداخل أو من الخارج.

وأضاف د. أحمد درَّاج أن الطلاب يحملون في هذا اليوم رسالةً إلى رئيس الجامعة؛ يطالبونه فيها بالحق في التعليم المجاني، وضرورة أن يقف الطالب ضد الظلم، سواءٌ داخل الجامعة أو خارجها، وطالب دراج بضرورة عودة التجمهر مرةً أخرى لتستمر الحركة الطلابية لتعيد أمجاد الطلاب.

وقال عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية: إن هذا يوم مهمٌّ في تاريخ الحركة الطلابية المصرية؛ حيث إنه يعيد إلى الأذهان وقعة عام 1946م والتحام الحركة الطلابية مع القوى السياسية لطرد الاستعمار الإنجليزي من مصر، مشيرًا إلى أن الحال لا يختلف كثيرًا، وأن المطالب التي ينادي بها الطلاب الآن؛ من طرد الحرس الجامعة، وإطلاق الحريات في الجامعة.. ما هي إلا دعوة جديدة ضد النظام المصري الفاسد.



واعتبر قنديل أن هذا اليوم بداية جديدة لكل قوى المعارضة، والتي ستستمر لنهاية العام، وستزداد يومًا بعد الآخر حتى يتم إطلاق الحريات العامة في مصر، وقطع يد الأمن والسطوة الأمنية على القوى السياسية في مصر.

وأشار جورج إسحاق إلى ضرورة توحيد الطلاب والقوى الوطنية من أجل ديمقراطية الإدارة الجامعية؛ عبر تغير سياسة التعيين لمجلس الجامعة وعودة الانتخاب مرةً أخرى، بالإضافة إلى ضبط العلاقة بين هيئة التدريس والطلاب، وأن تحكم العلاقة أسس ديمقراطية واضحة.

وقال: إن كفاية أرادت إحياء هذا اليوم مرةً أخرى؛ باعتباره يومًا مؤثرًا في حياة الطلاب، مذكرًا بأن المظاهرة الثانية لحركة كفاية كانت في نفس المكان من عام 2005م؛ الأمر الذي جعل الحركة تعيد ذكراه لاستعادة هذا التاريخ.

وأكد محمد عبد القدوس أن هذا اليوم كان- وسيظل- رمزًا لكرامة وعزة الطالب المصري؛ الذي يطالب بحقه تحت أي ظرف، وينادي بحريته حتى وإن كان سيضحي بحياته فداءً لهذا الوطن.

وأشار إلى وجوب تنفيذ الحكم القضائي الصادر منذ أسابيع بطرد الحرس الجامعي من الجامعات المصرية، ورفع يده عن الطلاب نهائيًّا.



وحاول الطلاب داخل الجامعة الخروج من الباب الرئيسي الذي أغلقته قوات الأمن منذ الصباح الباكر، وقاموا بعدة محاولات لكسر الباب على غرار ما قاموا به عامي 2005 و2006 شاركهم فيها محمد عبد القدوس، إلا أن قائد حرس الجامعة قام بفتح البوابة الأخرى للجامعة ليخرج الطلاب وتلتحم المظاهرتان بهتاف واحد: "كفاية وحقي والإخوان.. أمل الجامعة في كل مكان".

وردَّدوا هتافات تندد بحبس الحريات مثل: "اصحى يا طالب مصر يا مجدع.. واعرف حقك في الكلية/ مهما تذاكر مهما هتتعب.. تعبك رايح للحرامية"، "ابني في سور الجامعة وعلِّي/ بكرة الثورة تقوم ما تخلي"، "وحِّد صفك كتفي في كتفك.. حركة طلابية واحدة ضد السلطة إلى بتدبحنا"، "حرس جامعة ليه ليه؟/ إحنا في سجن ولا إيه؟"، "أول مطلب للطلاب.. أمن الدولة بره الباب"، "دقي يا ساعة الجامعة يا حرة.. على أيامنا السود المرة"، "هاني هلال يا هاني هلال.. عاوزين تعليم بالمجان".

وقال الطلاب في بيان لهم وصل (إخوان أون لاين) يحمل العنوان: "يد واحدة علشان نحقق مطالبنا" يحمل توقيع طلاب جامعة القاهرة: "إنه إذا كان طلاب مصر عام 1946م قادرين على أن يؤثروا بصوتهم ويسهموا في تغيير الأوضاع وجعْل هذا اليوم احتفالاً في العالم أجمع؛ فإنهم اليوم ليسوا أقل منهم، وإنهم يرغبون في مواصلة الدور الريادي الذي بدأه هؤلاء الشباب".

وأكدوا أنه على الرغم من اختلاف الوضع الآن عما كان عليه عام 1946م من حيث الظروف السياسية؛ إلا أن النضال الطلابي يبقى مشابهًا لدرجة كبيرة، مشيرين إلى أنه قديمًا انتفض طلاب مصر ضد الظلم والاستبداد الواقع عليهم من المحتل، واليوم ينتفض طلاب مصر ضد الظلم والقهر والتعسف الأمني ضدهم وفتح أبواب الجامعة للأجهزة الأمنية وسياسة البطش والتنكيل التي تبدأ من التحقيقات إلى الاعتقال!.


معرض للطلاب قبل انطلاق المسيرةوشدَّد البيان على أن الطلاب يعانون الكثير من أشكال القهر المادي والمعنوي؛ مثل مصاريف الكتاب الجامعي التي ارتفعت في الفترة الأخيرة، فضلاً عن ضعف وتدنِّي مستوى التعليم؛ فأصبحت الجامعة لا تؤهل بطريقة صحيحة إلى سوق العمل، وزادت البطالة؛ الأمر الذي ساهم في عدم وجود أي جامعة مصرية ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، على الرغم من أن العدو الصهيوني له 6 جامعات!.

كما يعانون من لائحة طلابية تقيِّد وتمنع أي نشاط سياسي حر داخل الحرم الجامعي، وسيطرة كاملة على الطلاب فكريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا ورياضيًّا، تحت مسمى واحد؛ هو اتحاد الطلبة التي تزوَّر نتائجه سنويًّا، ويُشطَب كل صاحب اتجاه أو رأي يترشح له.

وشدَّد الطلاب على أن سكوتهم عن حقوقهم سيجعلها مهضومةً، مشيرين إلى أهمية وجود صوت حر داخل الجامعة؛ يعبِّر عنهم، مشيرين إلى أن توحيد القوى السياسية الطلابية له أهمية بالغة في الضغط على إدارات الجامعات لتحقيق مطالب الطلاب التي لخَّصوها في طرد الحرس الجامعي، وتولي إدارة الجامعة حفظ الأمن بها، وتخفيض المصاريف الدراسية ومصاريف الكتاب الجامعي، كما طالبوا بنظام تعليمي متطوِّر يواكب العصر، فضلاً عن إلغاء اللائحة الطلابية القائمة، ووضع لائحة جديدة تعبِّر عن الطلاب.

واختتم الطلاب يومهم بمؤتمر حاشد عند القبة؛ أكدوا فيه مطالبهم التي أعلنوها، وأشاروا إلى أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم، وأن ما حدث اليوم من تحالف سيكون بدايةً لنشاط قوي داخل الجامعة يجمع كل الأطياف السياسية.

0 التعليقات:

 

اخوان دار العلوم Copyright © 2009 WoodMag is Designed by Ipietoon for Free Blogger Template

') }else{document.write('') } }