فاز الأديب والقاص السوري الكبير زكريا تامر بجائزة ملتقى القاهرة الدولي الأول للقصة القصيرة وقدرها 100 ألف جنيه مصري (18171 دولارا).
وجاء في إعلان عضو لجنة التحكيم بالملتقى الدكتور محمود الربيعي أن فوز "تامر" بالجائزة يعود لأنه "من مبدعي هذا الفن؛ حيث نذر حياته له، وجعله اهتمامه الأول، حتى واصل الإبداع فيه دون انقطاع على مدى عقود من الزمان، فحقق بذلك إنجازا يعد علامة في تاريخ هذا الفن وتطوره".
ومن جانبه، قال زكريا تامر في كلمته بعد الفوز بالجائزة إنه يعتبر نفسه واحدا من القلائل في الوطن العربي الذين اختاروا القصة القصيرة ولا يكتبون غيرها، وقال مضيفا: "لا أنوي الكتابة في غير القصة.. وهذا لا يعني موقفا معاديا للأجناس الأدبية الأخرى".
يذكر أن القاص زكريا ولد بدمشق عام 1931، واضطر إلى ترك الدراسة عام 1944، وبدأ كتابة القصة في عام 1958، وهو مقيم حاليا في بريطانيا منذ عام 1981، وقد صدرت أولى مجموعاته الأدبية عام 1960 وهي بعنوان: "صهيل الجواد الأبيض"، ثم توالت بعد ذلك مجموعاته القصصية حتى وصلت إلى أكثر من 25 مجموعة قصصية.
كما تولى زكريا مناصب عدة منها: رئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي السورية، ومدير تحرير مجلة الدستور بلندن، ومدير تحرير مجلة الناقد، هذا بالإضافة إلى عمله كمحرر ثقافي لدى شركة رياض الريس للكتب والنشر بلندن.
وبإعلان الفائز بجائزة الملتقى تكون قد انتهت فعاليات "ملتقى القاهرة الدولي الأول للقصة القصيرة" الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة بمصر خلال الفترة 1–4/11/ 2009؛ وذلك بحضور 250 مشتركا ما بين ناقد وكاتب وقاص من 60 دولة عربية وعالمية جمعهم الملتقى في 21 جلسة من أجل مناقشة حال القصة القصيرة في العالم العربي الذي أعلن خلاله أن هذا ليس زمن القصة؛ حيث ناقش المشاركون والحضور -الذين تنوعوا ما بين المهتمين بالشأن الثقافي العربي والمهتمين بحال القصة القصيرة- عددا من الموضوعات كان أبرزها الحادثة في القصة، وتاريخ القصة القصيرة ونشأتها، والكتابة الرقمية، والنشر الإلكتروني.
رؤى جديدة
طرح عدد من الباحثين في جلسات الحوار رؤى جديدة لحال القصة القصيرة، كان أبرزها ما طرحه الدكتور "ياسين النصير"، أكاديمي عراقي مقيم في هولندا، حيث تحدث عن الحادثة في القصة العربية والتي رأى أنها مقيدة تماما بسبب الدين والعادات والتقاليد.
كما تحدث النصير عن إمكانية خلق نص قصصي جديد مكون من عنصرين وهما: البداية والنهاية، بدلا من ثلاثة عناصر هي: البداية والعقدة والنهاية؛ وهو ما أثار غضب بعض الحضور خاصة من الأكاديميين مثل الدكتور والأكاديمي المغربي نجيب العرافي الذي قال إن النص إذا فقد العقد أو الحبكة فإنه لا يصبح نصا قصصيا أو روائيا.
كما تحدث الروائي والقاص المصري عمر شهريار عن القصص القصيرة الرقمية كأحد أشكال تحولات ما بعد الحادثة في القصة العربية؛ حيث قال إن القصص الرقمية هي عبارة عن مجموعة أرقام تشكل معا ما يمكن أن نطلق عليه قصة قصيرة، لكنها في نفس الوقت بعيدة تماما عن الحبكة الدرامية والبناء الدرامي؛ وهو ما يصعب القول بأنها قصص رغم وجودها وحضورها.
وتحت عنوان: "ملابسات وإشكاليات في نشأة وتطور القصة القصيرة العربية" تحدث الكاتب والشاعر "شعبان يوسف" الذي طالب بإعادة النظر في تاريخ القصة القصيرة، فعلى سبيل المثال الكل يقول إن قصة "العاقر" لميخائيل نعيمة هي أول قصة قصيرة، لكن الجميع أهمل في نفس الوقت وجود مجموعة قصصية أخرى صدرت عام 1905 للكاتب محمد لطفي جمعة.
وغلب على جلسات الملتقى أحداث غريبة؛ فقد تحولت كلمة الأديب المصري فتحي الإبياري عن "مستقبل القصة القصيرة في العالم" إلى الحديث عن حال القصة العربية وتاريخها وكيف نشأت؛ وهو ما حدث مرة أخرى مع الناقد "سامي سليمان" الذي كان من المفترض أن يتحدث عن "مستقبل القصة القصيرة في مصر" ليجد الحضور أنه يتحدث عن تاريخ القصة القصيرة أيضا.
أما الدكتور عالي سرحان القرشي فكان من المفترض أن يتحدث عن التجديد في القصة السعودية، لكنه تحدث عن نفسه؛ وهو ما تسبب في انسحاب عدد كبير من الحضور.
كما تم الحديث في جلسات الملتقى عن الأدب القصصي النسائي في المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، ولكن اللافت أن من تحدث عن أدب المرأة كان من الرجال؛ حيث قدم الأكاديمي السوري نبيل سليمان بحثا بعنوان: "مفردات العالم القصصي في كتابة المرأة" الذي أشار إلى أن أهم ما يميز الأدب النسائي هو البحث الدائم عن الحرية بكل أشكالها، والتخلص من سيطرة الرجل التاريخية، بالإضافة إلى إظهار صورة المرأة المثقفة المهاجرة بشكل دائم في القصص النسائية.
كما تحدث الكاتب والأديب أحمد فضل شبلول عن "القصص الأنثوية القصيرة على شبكة الإنترنت"؛ حيث أشار إلى أن الكتابة على الإنترنت أصبحت تشغل جزءا كبيرا من مساحة الإبداع لدى كثير من الأديبات.
كما اشتمل الملتقى وبشكل يومي على جلسة حوار بين أجيال مختلفة من كتاب القصة القصيرة؛ وهو ما شهد غيابات كثيرة من الأدباء المصريين أبرزهم غياب الأديب المصري أبو المعاطي أبو النجا، والدكتور محمد المخزنجي عن جلسة الحوار الأولى، وغياب رئيس اتحاد الكتاب المصريين محمد سلماوي عن جلسة الحوار الثانية التي تغيب عنها أيضا إبراهيم أصلان، كما لم يحضر الدكتور جابر عصفور الجلسة التي كان من المقرر أن يكون رئيسها، وأناب عنه الدكتور يوسف النصير، لكن عصفور حضر جلسة اليوم التالي وترأسها.
وجاء في إعلان عضو لجنة التحكيم بالملتقى الدكتور محمود الربيعي أن فوز "تامر" بالجائزة يعود لأنه "من مبدعي هذا الفن؛ حيث نذر حياته له، وجعله اهتمامه الأول، حتى واصل الإبداع فيه دون انقطاع على مدى عقود من الزمان، فحقق بذلك إنجازا يعد علامة في تاريخ هذا الفن وتطوره".
ومن جانبه، قال زكريا تامر في كلمته بعد الفوز بالجائزة إنه يعتبر نفسه واحدا من القلائل في الوطن العربي الذين اختاروا القصة القصيرة ولا يكتبون غيرها، وقال مضيفا: "لا أنوي الكتابة في غير القصة.. وهذا لا يعني موقفا معاديا للأجناس الأدبية الأخرى".
يذكر أن القاص زكريا ولد بدمشق عام 1931، واضطر إلى ترك الدراسة عام 1944، وبدأ كتابة القصة في عام 1958، وهو مقيم حاليا في بريطانيا منذ عام 1981، وقد صدرت أولى مجموعاته الأدبية عام 1960 وهي بعنوان: "صهيل الجواد الأبيض"، ثم توالت بعد ذلك مجموعاته القصصية حتى وصلت إلى أكثر من 25 مجموعة قصصية.
كما تولى زكريا مناصب عدة منها: رئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي السورية، ومدير تحرير مجلة الدستور بلندن، ومدير تحرير مجلة الناقد، هذا بالإضافة إلى عمله كمحرر ثقافي لدى شركة رياض الريس للكتب والنشر بلندن.
وبإعلان الفائز بجائزة الملتقى تكون قد انتهت فعاليات "ملتقى القاهرة الدولي الأول للقصة القصيرة" الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة بمصر خلال الفترة 1–4/11/ 2009؛ وذلك بحضور 250 مشتركا ما بين ناقد وكاتب وقاص من 60 دولة عربية وعالمية جمعهم الملتقى في 21 جلسة من أجل مناقشة حال القصة القصيرة في العالم العربي الذي أعلن خلاله أن هذا ليس زمن القصة؛ حيث ناقش المشاركون والحضور -الذين تنوعوا ما بين المهتمين بالشأن الثقافي العربي والمهتمين بحال القصة القصيرة- عددا من الموضوعات كان أبرزها الحادثة في القصة، وتاريخ القصة القصيرة ونشأتها، والكتابة الرقمية، والنشر الإلكتروني.
رؤى جديدة
طرح عدد من الباحثين في جلسات الحوار رؤى جديدة لحال القصة القصيرة، كان أبرزها ما طرحه الدكتور "ياسين النصير"، أكاديمي عراقي مقيم في هولندا، حيث تحدث عن الحادثة في القصة العربية والتي رأى أنها مقيدة تماما بسبب الدين والعادات والتقاليد.
كما تحدث النصير عن إمكانية خلق نص قصصي جديد مكون من عنصرين وهما: البداية والنهاية، بدلا من ثلاثة عناصر هي: البداية والعقدة والنهاية؛ وهو ما أثار غضب بعض الحضور خاصة من الأكاديميين مثل الدكتور والأكاديمي المغربي نجيب العرافي الذي قال إن النص إذا فقد العقد أو الحبكة فإنه لا يصبح نصا قصصيا أو روائيا.
كما تحدث الروائي والقاص المصري عمر شهريار عن القصص القصيرة الرقمية كأحد أشكال تحولات ما بعد الحادثة في القصة العربية؛ حيث قال إن القصص الرقمية هي عبارة عن مجموعة أرقام تشكل معا ما يمكن أن نطلق عليه قصة قصيرة، لكنها في نفس الوقت بعيدة تماما عن الحبكة الدرامية والبناء الدرامي؛ وهو ما يصعب القول بأنها قصص رغم وجودها وحضورها.
وتحت عنوان: "ملابسات وإشكاليات في نشأة وتطور القصة القصيرة العربية" تحدث الكاتب والشاعر "شعبان يوسف" الذي طالب بإعادة النظر في تاريخ القصة القصيرة، فعلى سبيل المثال الكل يقول إن قصة "العاقر" لميخائيل نعيمة هي أول قصة قصيرة، لكن الجميع أهمل في نفس الوقت وجود مجموعة قصصية أخرى صدرت عام 1905 للكاتب محمد لطفي جمعة.
وغلب على جلسات الملتقى أحداث غريبة؛ فقد تحولت كلمة الأديب المصري فتحي الإبياري عن "مستقبل القصة القصيرة في العالم" إلى الحديث عن حال القصة العربية وتاريخها وكيف نشأت؛ وهو ما حدث مرة أخرى مع الناقد "سامي سليمان" الذي كان من المفترض أن يتحدث عن "مستقبل القصة القصيرة في مصر" ليجد الحضور أنه يتحدث عن تاريخ القصة القصيرة أيضا.
أما الدكتور عالي سرحان القرشي فكان من المفترض أن يتحدث عن التجديد في القصة السعودية، لكنه تحدث عن نفسه؛ وهو ما تسبب في انسحاب عدد كبير من الحضور.
كما تم الحديث في جلسات الملتقى عن الأدب القصصي النسائي في المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، ولكن اللافت أن من تحدث عن أدب المرأة كان من الرجال؛ حيث قدم الأكاديمي السوري نبيل سليمان بحثا بعنوان: "مفردات العالم القصصي في كتابة المرأة" الذي أشار إلى أن أهم ما يميز الأدب النسائي هو البحث الدائم عن الحرية بكل أشكالها، والتخلص من سيطرة الرجل التاريخية، بالإضافة إلى إظهار صورة المرأة المثقفة المهاجرة بشكل دائم في القصص النسائية.
كما تحدث الكاتب والأديب أحمد فضل شبلول عن "القصص الأنثوية القصيرة على شبكة الإنترنت"؛ حيث أشار إلى أن الكتابة على الإنترنت أصبحت تشغل جزءا كبيرا من مساحة الإبداع لدى كثير من الأديبات.
كما اشتمل الملتقى وبشكل يومي على جلسة حوار بين أجيال مختلفة من كتاب القصة القصيرة؛ وهو ما شهد غيابات كثيرة من الأدباء المصريين أبرزهم غياب الأديب المصري أبو المعاطي أبو النجا، والدكتور محمد المخزنجي عن جلسة الحوار الأولى، وغياب رئيس اتحاد الكتاب المصريين محمد سلماوي عن جلسة الحوار الثانية التي تغيب عنها أيضا إبراهيم أصلان، كما لم يحضر الدكتور جابر عصفور الجلسة التي كان من المقرر أن يكون رئيسها، وأناب عنه الدكتور يوسف النصير، لكن عصفور حضر جلسة اليوم التالي وترأسها.
إسلام أون لاين
0 التعليقات:
إرسال تعليق