1500 مجلس تأديب وتحقيق للطلاب والقاهرة تحتل الصدارة
- (حقي) أول حركة طلابية في الجامعات لرفض زيادة المصروفات
- أحمد زكي بدر أشهر رئيس جامعة أدخل البلطجية وضرب الطلاب!!
المصدر . إخوان أون لاين
حريق، اعتقالات، خطف، شطب، ضرب، بلطجة، تحقيقات، مجالس تأديب، فصل، اعتصامات، ومؤتمرات.. هذه هي أهم سمات الحصاد الطلابي لعام 2007م، ورغم أن بعض هذه الأحداث تكررت في أعوام سابقة ولم تكن جديدةً على الحياة الجامعية، إلا أن المنحنى هذا العام أخذ في الارتفاع، بل وشهد مستجداتٍ وخروجاتٍ من نوع جديد، ربما لأول مرة تشهدها الجامعات المصرية تمثَّلت في الاحتجاج على زيادة المصروفات واعتداءات العمداء على الطلاب.
الحدث الأبرز- والذي لفت انتباه وسائل الإعلام الداخلية والخارجية؛ لضخامة حجم المأساة فيه- هو حريق كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر- فرع الزقازيق يوم 8/12/2007م، والذي أودى بحياة 4 طالبات وإصابة 130 أخريات؛ بسب ماسٍ كهربي بمدرج الشريعة بالكلية.
ومما فاقم من حجم الأزمة وزاد من عدد الخسائر هو تقاعس عميد الكلية والحرس عن فتح الباب الكبير للمدرج؛ مما أدى إلى تدافع الطالبات للخروج من أحد الأبواب الضيقة؛ ليجسد حالة الإهمال واللا مبالاة التي يتعامل بها النظام مع حياة المواطنين!!، وقد أشعل هذا الحادث عدة مظاهراتٍ واحتجاجاتٍ بجامعة الأزهر بالقاهرة.
"كلاكيت تاني مرة"
الأمن يستعين بالبلطجية للاعتداء على طلاب الإخوان!!
كما شهد هذا العام العرضَ الثانيَ لفيلم "البلطجة" داخل جامعة عين شمس، بل وفي نفس توقيت عرض العام الماضي؛ حيث اقتحم عشرات البلطجية- تدعمهم عناصر الأمن- حرمَ الجامعة، وقاموا بالاعتداء على الطلاب والطالبات المعتصمين أمام المبنى الإداري للجامعة بالضرب وإلقاء القنابل الصوتية المليئة بقطع الزجاج وقنابل المولوتوف؛ مما أدى إلى إصابات خطيرة وسط الطلاب، وتم اعتقال 13 آخرين أثناء خروجهم من الجامعة!!، وقام ضباط الحرس- بمساعدة البلطجية، وبأوامر مباشرة من رئيس الجامعة- بحبس الطلاب بحجرة الحرس والاعتداء عليهم بالضرب لعدة ساعات قبل اعتقالهم؛ مما أسفر عن عدة إصابات خطيرة بالطلاب.
تكرار الأمر للمرة الثانية داخل جامعة عين شمس وفي وجود الدكتور أحمد زكي بدر- نجل وزير الداخلية الأسبق، والذي كان نائبًا لرئيس الجامعة في أحداث عام 2006م، ثم أصبح رئيس الجامعة في أحداث 2007م- جعله يستحق أن يكون أشهر رئيس جامعة بامتياز خلال عام 2007م!!.
اختطاف
الطلاب يعتصمون أمام الجامعة للمطالبة بحقوقهم
جاءت حوادث اختطاف الطلاب من داخل الحرم الجامعي كعلامة بارزة لهذا العام؛ حيث بدأ الأمر باختطاف الطالب علي بركات- الطالب بكلية التجارة الفرقة الرابعة- بعد الاعتداء عليه بالضرب والسبِّ، واختطافه وترحيله إلى مديرية أمن الجيزة، والاعتداء المتواصل عليه لعدة ساعات؛ مما أدى وقتها إلى اعتصام المئات من طلاب الجامعة لعدة ساعات إلى أن تم الإفراج عن الطالب.
ولم تكن حالة بركات هي الوحيدة؛ حيث تكررت حالات الاختطاف بجامعة الفيوم، ووصلت إلى 11 طالبًا من داخل الحرم الجامعي أو أثناء الدخول أو الخروج من الجامعة؛ وذلك خلال فصل دراسي واحد، وما زال ثلاثة طلاب منهم يقبعون خلف أسوار سجن وادي النطرون حتى الآن!!.
"حقي"
مئات الطلاب بتربية عين شمس يحتجون على ارتفاع المصروفات
تميز هذا العام أيضًا بظاهرة جديدة على الجامعات المصرية؛ حيث نزل الطلاب بجامعات عين شمس وحلوان وطنطا والمنصورة والزقازيق وغيرها من الجامعات المصرية- لأول مرة- في مظاهراتٍ واعتصاماتٍ؛ احتجاجًا على ارتفاع المصروفات الدراسية، والتي وصلت هذا العام إلى أضعافٍ كثيرة، ومما أشعل الموقف تصريحات الدكتور هاني هلال- وزير التعليم العالي- بهذا الخصوص؛ حيث هوَّن من الزيادات التي حدثت بالمصروفات!!.
وأنشأ الطلاب تجمعاتٍ بهذا الخصوص، كان أبرزها رابطة "حقي" التي أنشأها الطلاب بجامعة عين شمس، وقامت بعدة مظاهرات بهذا الخصوص، وكشفت بالأرقام والمستندات والصور أن ارتفاع المصروفات لا يصب في مصلحة الطلاب، بل واعتبروها نوعًا جديدًا من الجباية التي تفرضها الحكومة على الطلاب!.
واعتقالات أيضًا
اعتداء الأمن على الطلاب أصبح أمرًا معتادًا داخل الجامعات
هذا العام اتسم أيضًا بكثرة الاعتقالات التي كان أبرزها اعتقال 24 طالبًا مغتربًا بكلية التربية جامعة الأزهر من أماكن سكنهم يوم 5/12/2007م، وقد جاء هذا الاعتقال في نفس ذكرى اعتقال أكثر من 120 طالبًا العام الماضي بتهمة العرض الرياضي أو ما سمي بـ "ميليشيات الأزهر".
كما كان لجامعة المنوفية نصيبٌ أيضًا؛ حيث تم يوم 29/10/2007م اعتقال 16 طالبًا من داخل الحرم الجامعي بتهمة تنظيم مسيرة للاحتجاج على التدخل الأمني في شئون الجامعة، والتضييق على الطلاب والتفتيش الذاتي الذي يتم لهم على أبواب الجامعة.
كما شاركت جامعة حلوان في قطار الاعتقالات بخمسة طلاب تم اعتقالهم من داخل الحرم الجامعي بعد اعتراضهم على رئيس الجامعة في إحدى الندوات التي كان يتحدث فيها عن رفع المصروفات الجامعية، وتم لأول مرة في تاريخ الجامعات المصرية أن يستدرج رئيسُ جامعة الطلابَ إلى مكتبه؛ تمهيدًا لتسليمهم لأمن الدولة التي قامت باعتقالهم!!.
بلطجة عمداء 2007
ومن الأمور التي برزت هذا العام بشكل ملفت هي تكرار حوادث اعتداء عمداء الكليات على الطلاب بالضرب أو السب؛ لمنعهم من ممارسة أنشطتهم، والذي وصل إلى التشابك بالأيدي؛ مما أوجد نوعًا جديدًا من العلاقة بين أساتذة الجامعات والطلاب لم تشهدها الجامعات المصرية من قبل.
د. أحمد زكي بدر يتابع اعتداء البلطجية على الطلاب!!
وكان أشهر هذه الحوادث اعتداء الدكتور إبراهيم الشوربجي- عميد كلية العلوم بجامعة طنطا- بالضرب على الطالب ياسر عاطف بالفرقة الرابعة بعد اعتراض الطالب على زيادة المصروفات.
كما تكرر الأمر بكلية الصيدلة جامعة القاهرة؛ حيث اعتدى الدكتور عمر عبد السلام رشوان بالضرب على الطالب محمد محيي الدين رمضان بالفرقة الرابعة؛ بسبب قيامه بتوزيع ملازم الامتحانات على الطلاب.
ولم يكتفِ العميد بذلك، بل بدأ في كيل السباب والشتائم للطالب، ووصفه بـ "الحرامي"، وتدخل الطلاب وأفراد الحرس وأبعدوا الطالب عن العميد الذي حاول أكثر من مرة إكمال معركة ضرب الطالب!!.
وفي جامعة المنوفية، قام الدكتور على شعيب- عميد كلية التربية- بالتعدي بالضرب على الطالب محمد شعبان؛ حيث قام العميد بضرب الطالب على وجهه باللكمات عدة مرات، ودفعه إلى الحائط بقوة مع وجود الأمن، ثم قام بإمساك الطالب صابر عزت من ثيابه، ووضع يده في جيب الطالب، وأخذ ما فيه من متعلقات شخصية وأوراق نقدية، وأعطاها لأمن الدولة، وكاد أن يضرب الطالب معاذ مغاوري، وعندها ثار الطلاب وهم يصرخون ويهتفون ضد عميد الكلية!!.
شطب وتزوير
طلاب يضعون كمامات على أفواههم تعبيرًا عن رفضهم تقييد الحريات
وتكررت هذا العام أيضًا مأساة التدخل الأمني في الانتخابات الطلابية؛ حيث فوجئ الطلاب بالإعلان عن فتح باب الترشيح في نفس اليوم، والذي وافق أول يوم لعودة الدراسة بعد إجازة عيد الفطر المبارك في كل الجامعات، ولم يسلم من هذا الأمر إلا جامعة الأزهر التي سبقت، فجعلت آخر يوم دراسي في رمضان هو يوم فتح باب الترشيح، ولم يعلم الطلاب بأن الترشيح تم فتحه وغلقه إلا بعد العيد!!.
بل وصل الأمر في جامعة حلوان إلى تواجد أمن الدولة داخل مكتب شئون الطلاب أثناء تقديم الطلاب لأوراق ترشيحهم!!.
واستمرت مهزلة الشطب ككل عام في كل الجامعات المصرية، كل هذه الأمور جعلت الطلاب يحجمون عن المشاركة في الانتخابات؛ وهو الأمر الذي أدى إلى تعيين أغلب الاتحادات الطلابية بالكليات!، بل وصل الأمر إلى إعلان فوز بعض المرشحين الموافق عليهم من قِبَل الأمن قبيل إجراء الانتخابات أصلاً!!.
غياب الاتحاد الحر
لاءات عدة أجملت مطالب الطلاب
ورغم أن الأعوام السابقة شهدت ظاهرة لجوء الطلاب إلى انتخابات اتحاد الطلاب الحر كردٍّ على تزوير الانتخابات الرسمية، وهو ما استحوذ على اهتمام وسائل الإعلام خلال العام الماضي؛ حيث تم إجراء انتخابات الاتحاد الحر بأكثر من 10 جامعات دفعةً واحدةً.
إلا أن الجديد هذا العام هو اختفاء الاتحاد الحر كبديل للتزوير، وهو ما أرجعه المتابعون للشأن الطلابي إلى زيادة الضغط من إدارات الجامعات على الطلاب العام الماضي بسبب الاتحاد الحر؛ حيث تم فصل المئات وحرمانهم من دخول الامتحانات وإحالة آخرين لمجالس تأديب وتحقيقات؛ بسبب اشتراكهم بانتخابات اتحاد الطلاب الحر، بل وصل الأمر إلى إحالة ثلاثة أساتذة إلى التحقيق بتهمة مشاركتهم في الإشراف على هذه الانتخابات.
كما حدث بجامعة بني سويف، وتم هذا العام إحالة الدكتور يحيى القزاز- الأستاذ بكلية العلوم جامعة حلوان، وعضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات- إلى التحقيق أيضًا لمناصرته للقضايا الطلابية!!.
فصل وتأديب وتحقيقات
الطلاب أكدوا رفضهم لتعسف الإدارة
اجتاحت قرارات الفصل ومجالس التأديب والتحقيقات الجامعات المصرية هذا العام أيضًا، والتي وصلت- طبقًا لتقديرات المحامين- لأكثر من 1500 حالةِ فصل ومجلس تأديب وتحقيق، وقد احتفلت جامعة القاهرة بمئويتها هذا العام بالدخول في موسوعة "جينز" للأرقام القياسية؛ حيث وصلت أعداد التحقيقات ومجالس التأديب بها إلى ما يزيد عن 800 مجلس تأديب وتحقيق خلال فصل دراسي واحد، كان نصيب كلية دار العلوم وحدها 353 تحقيقًا لـ 36 طالبًا وطالبةً فقط!!.
وظهر بوضوح هذا العام تعمدَ إدارات الجامعات إيذاء الطلاب في مستقبلهم الدراسي؛ حيث تعمدوا تأخير إحالة الطلاب لمجالس تأديب أو تحقيقات إلى ما قبل الامتحانات بأيام بسيطة، بل في بعض الكليات تمت مجالس التأديب قبيل الامتحانات بشهور، ولم تصدر قراراتها إلا قبيل الامتحانات بأيام؛ لتفويت فرصة الطعن أمام القضاء على الطلاب، كما حدث في كلية التربية جامعة الفيوم، وكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وغيرها من الكليات بمختلف الجامعات!!.
ووُصفت الأسباب التي تم فصل الطلاب من أجلها أو إحالتهم للتحقيق ومجالس التأديب بالمستفزة؛ حيث كانت قراءة القرآن في المدرجات وتعليق اللوحات التي تدعو الطلاب للإيجابية والصلاة والحجاب والأخلاق، وكذلك رفض مؤتمر "أنابوليس" والتدخلات الأمنية في الحياة الجامعية، أهمَّ التهم التي تم توجيهها، وتم على أساسها فصل بعض الطلاب لمدة عام دراسي كامل!!.
الأساتذة في الصورة
إصلاح التعليم الجامعي ضجيج بلا طحين.. شعار رفعه أساتذة الجامعات
ولم يختفِ أساتذة الجامعات عن الصورة أيضًا؛ حيث شهد العام المنصرم أكثر من وقفة احتجاجية للأساتذة بجامعتي القاهرة والإسكندرية، وتعددت أسباب هذه الوقفات، والتي تراوحت بين الاحتجاج على مؤتمر "أنابوليس"، والمطالبة بإصلاح أوضاعهم المالية، وإعادة حقوق الأساتذة فوق السبعين، وعودة الاستقلال الفعلي للجامعات إداريًّا وماليًّا، ووقف التدخل الأمني في شئونها، وإطلاق حرية الطلاب في إدارة شئونهم بأنفسهم، ووقف تزوير الانتخابات الطلابية وأعمال التحقيق التعسفي وإحالة الطلاب إلى مجالس تأديبٍ؛ بسبب انتماءاتهم السياسية أو الحزبية.
وشهد هذا العام أيضًا انعقاد المؤتمر العام الرابع الذي أقامه نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة، ودعا إليه أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية ومعاونيهم بمقر النادي بالقاهرة؛ حيث تميز بحضور مكثف بلغ قرابة 2000 عضو من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية، وناقش المؤتمر ضرورة إصلاح أوضاع التعليم والأساتذة، ورفض التدخلات الأمنية بكافة أشكالها، كما رفع المؤتمر شعار: "التعليم الجامعي قضية أمن قومي".
0 التعليقات:
إرسال تعليق