شهدت جامعة القاهرة عصر اليوم مظاهرةً حاشدةً لطلاب جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس والأزهر، أمام البوابة الرئيسية لجامعة القاهرة؛ تنديدًا بما يحدث في غزة، رافعين شعار "نحن فداكِ يا غزة".
ورغم الامتحانات التي يمر بها الطلاب إلا أنهم تجمعوا في الثانية ظهرًا داخل الجامعة، ثم قاموا بفتح بوابة الجامعة؛ مما أدى إلى حدوث احتكاكات مع قوات الأمن المركزي وعناصر أمنية بزيٍّ مدنيٍّ توغلت في المكان منذ الصباح الباكر؛ في محاولةٍ لمنع أيِّ وقفات أو مظاهرات طلابية كما حدث يوم أمس، ولكن هذا الحصار لم يمنع الطلاب من فتح البوابة والتظاهر خارج أسوار الجامعة لمدة ساعة ونصف، وسط كردون أمني مكثَّف حولهم لمنع تضامن المارَّة في الشارع معهم!!.
احتكاكات بين قوات الأمن والطلاب في بداية الوقفة
ورفع الطلاب لافتاتٍ منددةً بالحصار وقطع الكهرباء عن غزة كُتِب عليها: "غزة تنادي فهل من مجيب؟"، "أنقذوا غزة"، "لا للتخاذل.. لا للتواطؤ العربي"، كما ردَّدوا هتافات تندِّد بالموقف العربي المتخاذل تجاه إخوانهم في فلسطين، مطالبين الرئيس مبارك بفتح المعبر والسماح بإدخال المرضى للعلاج في مصر، وكذلك إدخال المساعدات والوقود، وكان منها: "علِّ صوتك علِّ بعزة.. مش هنسيب إخوانا في غزة"، "يا حماس ردِّي بقوة.. ده مفيش غيرك عنده مُروّة"، "اللي يشارك في الحصار.. يبقى عميل الاستعمار".
كما وزَّع الطلاب بيانًا بعنوان: "عار علينا.. ثم ألف عار" عبَّروا فيه عن دعمهم للمحاصرين في غزة، وكذلك سخطهم وغضبهم لهذا التخاذل والضعف الذي أصاب الأنظمة العربية والإسلامية، رغم أن الكل يعلم أن هذه الأنظمة قادرة على فك الحصار وفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية والطبية؛ مما يدلُّ على تواطؤ عربي وإسلامي واضح في هذا الحصار.
وطالب البيان الحكومات العربية والإسلامية التحركَ لفكِّ الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، ورفع المعاناة الإنسانية التي يعاني منها إخوانُنا الفلسطينيون فورًا.
وأرسل الطلاب- عبْر بيانهم- عدة رسائل كانت أولها لشعبنا المحاصر في غزة، قائلين لهم: لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، مؤكدين أن أهل غزة ضربوا لنا أروع الأمثلة في الصبر والثبات على الحق والتضحية في سبيل الله.
أغيثوا غزة.. شعار رفعه طلاب الجامعات المصرية
ثم وجَّه البيان رسالةً إلى الشعب المصري المحاصَر أيضًا بالظلم والاستبداد، داعيًا إلى التحرك بقوة، وتنظيم فعاليات مختلفة لنصرة الشعب الفلسطيني والضغط على الحكومة لاتخاذ مواقف قوية تجاه ما يحدث في غزة، ودَعَوه أيضًا إلى مواصلة الاحتجاجات والمسيرات المندِّدة بالحصار وعدم توقّفها حتى يُرفَعَ الحصار تمامًا عن أهلنا في غزة.
وطالب البيان باستخدام ما نستطيع من الوسائل لنصرة غزة؛ كالقنوت والدعاء إلى الله أن ينصر إخوانَنا ويرفع عنهم الكرب ويُزيل الهمّ ويفك عنهم الحصار، وكذلك التبرّع الفوري والسريع بالأموال للرجال والحليّ للنساء؛ دعمًا لأهلنا في غزة وفكًّا للحصار عنهم، وتنظيم فعاليات مختلفة لنشر القضية والتعريف بمأساة الشعب الفلسطيني، والاستمرار في الوقفات والمسيرات المندِّدة بالحصار وبالتخاذل العربي والضغط على الحكومات لفتح المعبر، وأخيرًا إحياء المقاطعة الاقتصادية والشعبية للمنتجات الأمريكية والصهيونية وفضح كلِّ المطبِّعين مع الكيان الصهيوني.
الطلاب تجمعوا من أربع جامعات للتضامن مع غزة
وكانت الرسالة الثالثة من الطلاب موجَّهةً إلى الحكومة المصرية، وأوضحت أن فلسطين هي قضية أمن قومي لمصر، وقطاع غزة هو امتدادٌ إستراتيجيٌّ لمصر، مطالبين الحكومة بفتح المعبر فورًا وبشكل مستمر وإطلاق حملات للتبرع بالأموال لنصرة الشعب الفلسطيني، واتخاذ مواقف حاسمة أمام المجتمع الدولي والكيان الصهيوني تجاه ما يحدث لإخواننا في غزة، مؤكدين أن الكل ينتظر الكثير والكثير من مصر.
وكانت الرسالة الأخيرة موجَّهة لأحرار العالم أن هبُّوا لنصرة الحق ورفْض الظلم، فما يحدث للشعب الفلسطيني من ظلم واضح وانتهاكٍ لأبسط حقوقه الإنسانية على يد الاحتلال الصهيوني يحتاج من كلِّ القوى الحية في العالم إلى توحُّد الجهود وإعلان المسيرات الغاضبة في كل عواصم العالم؛ للتنديد بما يتعرَّض له هذا الشعب الأعزل على يد آلة الحرب الصهيونية ولرفع الحصار الظالم عنه
0 التعليقات:
إرسال تعليق