التدافع بين الحق والباطل سنة من سنن الله تعالى وقوانينه التي لا تتبدَّل ولا تتخلَّف.. ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ﴾ (الرعد: من الآية 17).
ومن مظاهر رحمة الله أن هذا التدافع يظهر من خلاله الحق ويتمحَّص، وبسببه تظهر الحقيقة ويعلو الخير.. ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾ (البقرة: من الآية 251).
ولقد أمر الله أهل الحق بالجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وبكل ما يمكن الجهاد به للتدافع مع الباطل وأهله؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى.. يقول تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (التوبة: من الآية 41).
إن من الضرورة بمكان إدراك أن سنَّة الله تعالى في مقاومة الطغيان تقتضي أن يقوم في الأرض حقٌّ يتمثل في أمةٍ تعرف مسئوليتها وتُدرك حقَّها في حياةٍ حُرَّةٍ كريمة، وتسعى بكل الوسائل السلمية لتحقيق ذلك، ثم يقذف الله تعالى بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.. ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)﴾ (الأنبياء).
إن الطغاةَ يمكرون بالإسلام والمسلمين ويَعدُّون الخطط الجهنمية.. ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ (إبراهيم: من الآية 46)، وليت الأمر اقتصر على أعداء الإسلام من دول الغرب؛ إنما المصيبة الكبرى أن يأتي المكر والعداء للإسلام من أبناء جلدته وولاة أمره والكبراء في مجتمعه؛ فيقول تعالى.. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)﴾ (الأنعام).
لقد صار المجرمون هم أكابر المجتمع اليوم وطغاته، وما ذاك إلا بسبب غفلة أهل الحق وضعفهم وتفرُّقهم وجهلهم سنةَ التدافع وقيامهم بمقتضاها؛ مما سهَّل لأهل الباطل أن يسيطروا وأن ينصِّبوا من أنفسهم قادةً.
إن الحقَّ لا بدَّ له من قوةٍ تحميه وتُدافع عنه في مواجهةِ الطغيان؛ فإذا فَقَدَ هذه القوة برزت قوة الباطل وبرز المجرمون.
إن أصحاب المكر السيِّئ يستخدمون كل أنواع المكر؛ من قتلٍ وحبسٍ وإبعاد، وإذا كان لدى هؤلاء كل الوسائل المادية والمعنوية التي تُمكنهم من الوصول إلى غاياتهم؛ فإن الشعوبَ لديها من الطاقاتِ الكامنة والإمكانات الهائلة ما تستطيع بها أن تفرض إرادتها، وأن تُشارك في صنع الحياة وتقرير المصير.
ولقد قدَّر الله سبحانه وتعالى لدينه أن ينتصر، وللمسلمين أن يُمكَّن لهم، وللمشركين أن ينهزموا، ومع ذلك قال لهم: ﴿ذلك وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ﴾ (محمد: من الآية 4).
فلا بد من اتخاذ الأسباب للقضاء على الطغيان والتمكين لدين الله، وإن كان ذلك قدرًا مقدورًا من عند الله وليس الله- سبحانه وتعالى- عاجزًا عن نصرة الحق بغير الأدوات البشرية، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون، ولكن هكذا اقتضت مشيئة الله، وهكذا تجري سنته.
إن الله تعالى جعل التمكين في الحياة يمضي بالجهد البشري وبالطاقة البشرية على سنن ربانية وقوانين لا تتبدَّل ولا تتحوَّل، فمن يُقدِّم الجهدَ الصادقَ ويخضع لسنة الله يصل على قدر جهده.
فإلى أبنائي الشباب نقول لهم:
إن الإيمانَ والإخلاصَ والحماسةَ والعملَ من خصائص الشباب، ومن هنا كان الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءامَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: من الآية 13).
يا معشر الشباب، لقد أَلِفَ الناسُ في مجتمعاتنا الأدبَ مع الكبير ولو داس رقابَهم، واعتبار التصاغر أدبًا، والتذلُّل لطفًا، والتملُّق فصاحةً، وترك الحقوق سماحةً، وقبول الإهانة تواضعًا، والرضا بالظلم طاعةً، والإقدام تهوُّرًا، والشهامة شراسةً، وحرية القول وقاحةً.
أما أنتم، حماكم الله من السوء، فنرجو منكم أن تنشؤوا على غير ذلك، فتعرفوا قدر نفوسكم فتُكرموها؛ فأنتم كما قال الإمام البنا: "لستم أضعف ممن قبلكم ممن حقَّق الله على أيديهم هذا المنهاج؛ فلا تهنوا ولا تضعفوا، وضعوا نصب أعينكم قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران: من الآية 173).
وأعدُّوا لذلك إيمانًا لا يتزعزع، وعملاً لا يتوقَّف، وثقةً بالله لا تضعف، وأرواحًا أسعد أيامها يوم تلقى الله شهيدةً في سبيله.
وإلى علماء الأمة نقول:
إنكم ورثة الأنبياء، وحاملو لواء الحق؛ فكونوا في طليعة المقاومين للطغاة، كما كان رسولكم صلى الله عليه وسلم؛ الذي واجه الطغيان، ولاقَى من الأذى والعنَت ما لاقى، وكونوا خيرَ خلفٍ لخير سلف لتلك القافلة المباركة من العلماء؛ الذين رفعوا رايات الأمة عاليةً خفاقةً؛ فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم من سُجِن وعُذِّب فلم يفت لهم عضد ولم تلِن لهم قناة.
وإلى شعوبنا الإسلامية نقول:
إن التغييرَ الذي تنشده الأمة يقف في مواجهته طواغيت الأرض وطغاتها، ولن يمكن تحقيقه من غير جهاد ومقاومة؛ فالقوى الظاهرة والخفية القابضة على الزمام قوى شرِّيرة، وهي تعمل ليلَ نهارَ على خفت صوت الإسلام بشتى الطرق والوسائل، ومواجهة الطغيان يحتاج وقبل كل شيء إلى تربية جهادية تُخَرِّج أنماطًا من المجاهدين؛ يحبون الموت كما يحب الناس الحياة، ويؤدون الواجب نحو ربهم وأنفسهم ووطنهم بالعمل الجادِّ والصبر عليه وعدم التفريط فيه في همَّةٍ عاليةٍ وإصرار على العمل.
والشعوب الحيَّة هي التي تواجه الطغيان وتستخلص حقوقها وتفرض إرادتها؛ فالحقوق تُنتَزع ولا تُمنَح ولا نعرف طاغيةً على مدار التاريخ أعطى لشعبه حقوقه طواعيةً.
وبعد.. فإن مقاومةَ الطغيان ودحره والانتصار لدين الله ليس بالأمر السهل، وأيضًا ليس بالأمر المستحيل؛ إذْ على الرغم من التضييق الشديد والحرب الضروس التي تُشَنُّ على الإسلام وأهله إلا أننا نرى مزيدًا من الارتباط به والإقبال عليه والاستعداد للتضحيةِ في سبيله، وها هي إمبراطورية الشر تتهاوى، وها هو حلم صهيون يتلاشى، ونحن نثق بوعد الله.. أن الأرض يرثها عباده الصالحون، وهذا ليس من باب الأحلام والأمنيات، ولكن من بابِ الثقة في الله واليقين بوعده: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47)، ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ﴾ (آل عمران: من الآية 139)، ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (الطلاق: من الآية 3).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
ومن مظاهر رحمة الله أن هذا التدافع يظهر من خلاله الحق ويتمحَّص، وبسببه تظهر الحقيقة ويعلو الخير.. ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾ (البقرة: من الآية 251).
ولقد أمر الله أهل الحق بالجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وبكل ما يمكن الجهاد به للتدافع مع الباطل وأهله؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى.. يقول تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (التوبة: من الآية 41).
إن من الضرورة بمكان إدراك أن سنَّة الله تعالى في مقاومة الطغيان تقتضي أن يقوم في الأرض حقٌّ يتمثل في أمةٍ تعرف مسئوليتها وتُدرك حقَّها في حياةٍ حُرَّةٍ كريمة، وتسعى بكل الوسائل السلمية لتحقيق ذلك، ثم يقذف الله تعالى بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.. ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)﴾ (الأنبياء).
إن الطغاةَ يمكرون بالإسلام والمسلمين ويَعدُّون الخطط الجهنمية.. ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ (إبراهيم: من الآية 46)، وليت الأمر اقتصر على أعداء الإسلام من دول الغرب؛ إنما المصيبة الكبرى أن يأتي المكر والعداء للإسلام من أبناء جلدته وولاة أمره والكبراء في مجتمعه؛ فيقول تعالى.. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)﴾ (الأنعام).
لقد صار المجرمون هم أكابر المجتمع اليوم وطغاته، وما ذاك إلا بسبب غفلة أهل الحق وضعفهم وتفرُّقهم وجهلهم سنةَ التدافع وقيامهم بمقتضاها؛ مما سهَّل لأهل الباطل أن يسيطروا وأن ينصِّبوا من أنفسهم قادةً.
إن الحقَّ لا بدَّ له من قوةٍ تحميه وتُدافع عنه في مواجهةِ الطغيان؛ فإذا فَقَدَ هذه القوة برزت قوة الباطل وبرز المجرمون.
إن أصحاب المكر السيِّئ يستخدمون كل أنواع المكر؛ من قتلٍ وحبسٍ وإبعاد، وإذا كان لدى هؤلاء كل الوسائل المادية والمعنوية التي تُمكنهم من الوصول إلى غاياتهم؛ فإن الشعوبَ لديها من الطاقاتِ الكامنة والإمكانات الهائلة ما تستطيع بها أن تفرض إرادتها، وأن تُشارك في صنع الحياة وتقرير المصير.
ولقد قدَّر الله سبحانه وتعالى لدينه أن ينتصر، وللمسلمين أن يُمكَّن لهم، وللمشركين أن ينهزموا، ومع ذلك قال لهم: ﴿ذلك وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ﴾ (محمد: من الآية 4).
فلا بد من اتخاذ الأسباب للقضاء على الطغيان والتمكين لدين الله، وإن كان ذلك قدرًا مقدورًا من عند الله وليس الله- سبحانه وتعالى- عاجزًا عن نصرة الحق بغير الأدوات البشرية، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون، ولكن هكذا اقتضت مشيئة الله، وهكذا تجري سنته.
إن الله تعالى جعل التمكين في الحياة يمضي بالجهد البشري وبالطاقة البشرية على سنن ربانية وقوانين لا تتبدَّل ولا تتحوَّل، فمن يُقدِّم الجهدَ الصادقَ ويخضع لسنة الله يصل على قدر جهده.
فإلى أبنائي الشباب نقول لهم:
إن الإيمانَ والإخلاصَ والحماسةَ والعملَ من خصائص الشباب، ومن هنا كان الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءامَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: من الآية 13).
يا معشر الشباب، لقد أَلِفَ الناسُ في مجتمعاتنا الأدبَ مع الكبير ولو داس رقابَهم، واعتبار التصاغر أدبًا، والتذلُّل لطفًا، والتملُّق فصاحةً، وترك الحقوق سماحةً، وقبول الإهانة تواضعًا، والرضا بالظلم طاعةً، والإقدام تهوُّرًا، والشهامة شراسةً، وحرية القول وقاحةً.
أما أنتم، حماكم الله من السوء، فنرجو منكم أن تنشؤوا على غير ذلك، فتعرفوا قدر نفوسكم فتُكرموها؛ فأنتم كما قال الإمام البنا: "لستم أضعف ممن قبلكم ممن حقَّق الله على أيديهم هذا المنهاج؛ فلا تهنوا ولا تضعفوا، وضعوا نصب أعينكم قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران: من الآية 173).
وأعدُّوا لذلك إيمانًا لا يتزعزع، وعملاً لا يتوقَّف، وثقةً بالله لا تضعف، وأرواحًا أسعد أيامها يوم تلقى الله شهيدةً في سبيله.
وإلى علماء الأمة نقول:
إنكم ورثة الأنبياء، وحاملو لواء الحق؛ فكونوا في طليعة المقاومين للطغاة، كما كان رسولكم صلى الله عليه وسلم؛ الذي واجه الطغيان، ولاقَى من الأذى والعنَت ما لاقى، وكونوا خيرَ خلفٍ لخير سلف لتلك القافلة المباركة من العلماء؛ الذين رفعوا رايات الأمة عاليةً خفاقةً؛ فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم من سُجِن وعُذِّب فلم يفت لهم عضد ولم تلِن لهم قناة.
وإلى شعوبنا الإسلامية نقول:
إن التغييرَ الذي تنشده الأمة يقف في مواجهته طواغيت الأرض وطغاتها، ولن يمكن تحقيقه من غير جهاد ومقاومة؛ فالقوى الظاهرة والخفية القابضة على الزمام قوى شرِّيرة، وهي تعمل ليلَ نهارَ على خفت صوت الإسلام بشتى الطرق والوسائل، ومواجهة الطغيان يحتاج وقبل كل شيء إلى تربية جهادية تُخَرِّج أنماطًا من المجاهدين؛ يحبون الموت كما يحب الناس الحياة، ويؤدون الواجب نحو ربهم وأنفسهم ووطنهم بالعمل الجادِّ والصبر عليه وعدم التفريط فيه في همَّةٍ عاليةٍ وإصرار على العمل.
والشعوب الحيَّة هي التي تواجه الطغيان وتستخلص حقوقها وتفرض إرادتها؛ فالحقوق تُنتَزع ولا تُمنَح ولا نعرف طاغيةً على مدار التاريخ أعطى لشعبه حقوقه طواعيةً.
وبعد.. فإن مقاومةَ الطغيان ودحره والانتصار لدين الله ليس بالأمر السهل، وأيضًا ليس بالأمر المستحيل؛ إذْ على الرغم من التضييق الشديد والحرب الضروس التي تُشَنُّ على الإسلام وأهله إلا أننا نرى مزيدًا من الارتباط به والإقبال عليه والاستعداد للتضحيةِ في سبيله، وها هي إمبراطورية الشر تتهاوى، وها هو حلم صهيون يتلاشى، ونحن نثق بوعد الله.. أن الأرض يرثها عباده الصالحون، وهذا ليس من باب الأحلام والأمنيات، ولكن من بابِ الثقة في الله واليقين بوعده: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47)، ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ﴾ (آل عمران: من الآية 139)، ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (الطلاق: من الآية 3).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
رسالة من: محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
0 التعليقات:
إرسال تعليق