بقلم :محمد شعير
بات العمر في غزة رقما او ارقاما مجهولة .. وتبعثرت الفكرة وان كانت لن تموت , فحروف اسمك يا غزتي لن تموت , دفعت حروف اللغة كلها لتقاتل .. وقد تعانقت حروفنا مع دموعنا لنعلنها مدوية إننا باقون هنا .. ولن نرحل ..فلم تكن الليلة أدفأ من سابقتها، والريح تعوي، والبرد يثقل أجسادنا المتعبة، نبحث عن قليل من دفء هنا، ودفء هناك، وقسوة الليل تزداد مع كل ظلمة تزداد في رحابه .. ونحن كما العادة ... ننتظر...هذه استلهامات مشاعر حاكيت بها نفسي لما يحدث فى غزة.
فعندما يتحدى مليون ونصف المليون محاصر فى غزة بقوته اليومي هذا العالم المتحضر، فهم بذلك ينزعون الأقنعة المزيفة عن وجه هذا العالم المخادع مدعى الديمقراطية و حماية حقوق الإنسان، ويعرون كل حملة شعارها الديمقراطية والحريات الكاذبة ، ويعلنون أن من لا يتمسك بالمقاومة والحق المشروع بالمقاومة، فهو يتبنى أجندة الاستسلام والقبول بالاحتلال وجيشه وجداره العنصري في بلادنا. وهؤلاء ثلة منافقين وكذابين لأنهم يخفون أكثر مما يعلنون، ولأنهم يقفون بصف واحد مع شركائهم أعداء الأرض والشعب، وهل هناك أكثر بشاعة ممن يتنازل عن شبر من أرض فلسطين والقدس ؟!.
إن هؤلاء يا أولمرت، ويا براك هؤلاء الذين يواجهون الطائرات والدبابات بصدورهم العارية وأمعائهم الخاوية هم أصحاب الأرض، هم من هجرتموهم من أرضهم، من وطنهم، وارتكبتم في حقهم مجازر تقشعر لها الأبدان.
نعم ...الجوع كافر.. لكن الذل والهوان أكثر كفرا... كل ذلك في وقت غدت فيه غزة البطولة سجناً كبيراً مقطوعاً عن العالم الخارجي تماماً، ولم يبق لهم إلا الله ثم الهواء الذي يتنفسونه!؟
نعم، يا أطفال غزة، ويا نساء غزة، ويا شيوخ غزة، أيها الأبطال، يا من تموتون جوعاً ومرضاً الآن، أقولها بملء فمى مجلجلة:
لا نامت أعين الجبناء
ولا نام أشباه الحكام والسلاطين
ولا نام كل متخاذل ومتواطئ مع الاحتلال والعملاء.
إن خلية النحل التي تعمل في غزة بإخلاص رغم الحصار الجائر والخانق، ورغم الاعتداءات اليومية من قتل وتدمير واجتياحات، ورغم التلويح بهجوم شامل على غزة ، تتقاسم الأدوار وتتكافل وتقاوم.. مما يعني أن المقاومة الفلسطينية، تدافع وتهاجم وتقصف مستوطنات العدو، وهو دليل واضح على أن غزة هاشم ناصع لن تركع، وشبابنا المقاوم يستشهدون وقوفاً لا هرباً ، حاملين راية الحق الفلسطيني في الدفاع عن أرضهم، لا كآخرين انهزموا رافعين شعار (السلام والاستسلام).
هي مرحلة صعبة بالتأكيد لكنها تعبّر عن صلابة وصمود شعبنا الفلسطيني في غزّة، إن صمود أهل غزة رغم المعاناة والحصار عقبة كؤود تقف شوكة في حلق كل من أراد تنفيذ المشاريع الاستعمارية، وهنا يأتي دور الوطنيين الأحرار ، لمساندة تجربة غزة، والإلحاح على رفع الحصار بالقول والعمل، فشعب غزّة ليس بحاجة إلى رجال، والطفل هناك بألف رجل من أقزام تختبئ في جحور الفئران، وتحتمي بقوات أولمرت وليفنى، وإنما يحتاجون إلى من يدعم صمودهم، بممارسة الضغط لاختراق ورفع الحصار عن شعب لم يستسلم، وواجه العالم الذي يدّعي التحضر والديمقراطية، وإلى تحرك فلسطيني وعربي وإسلامي في الدول الغربية وشتى بقاع الأرض، لتوعية الشعوب، ووضعها بصورة ما يحدث في غزة.
1 التعليقات:
جزاكم الله خير على هذا المقال الرائع يا أستاذ محمد وفعلا إن أحوال غزة لا تسر ولكن أبطال غزة صامدون فى وجه العدوان
إرسال تعليق