أنا طالب بالفرقة الخامسة في كلية الطب بإحدى الجامعات المصرية.
كلفني إخواني بمسئولية الدعوة في فرقتي،
وكنت أود من حضراتكم بعض النصائح والخطوط العريضة التي يجب علي أن أتبعها تجاه هذه المسئولية.
و جزاكم الله خيرا.
السؤال فنون ومهارات, شباب وطلاب الموضوع
الأستاذ وليد عز الدين المستشار
الحل
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الأخ الفاضل أحمد، بداية أشكر فيك هذا القدر العظيم من الإيجابية تجاه العمل الدعوي، مما دفعك لتحسس أي فائدة قد تؤثر بالإيجاب في نشاطك داخل كليتك أو جامعتك.أخي الفاضل، دعنا أولا نضع بعض الثوابت لكي نستطيع الكلام من خلالها وفي ظلالها:كونك طالبا في كلية، فهذا يوفر لك العديد من المميزات التي ربما لا يجدها أي داعية في أي مكان آخر، وأستطيع أن أقسم لك هذه المميزات لقسمين: مميزات خاصة بك كفرد، ومميزات خاصة بالمكان، وأقصد به جامعتك، أو كليتك على وجه الخصوص.أما ما هو خاص بك كفرد، فهو أنك في أكثر أوقات الحياة حيوية وانطلاقا، مع التخفف من المسئوليات الحياتية، فليس لديك أسرة ترعاها مثلا، أو عمل ترتزق منه مكلف بأدائه.وكذلك أنت الآن ترسم شخصيتك التي ربما تعيش بها بقية حياتك، فاعلم - أخي - أنك أنت من يرسم معالم شخصيته الآن، ولن تجد محكّا أفضل من جامعتك لتخوض معترك المجتمع، وتتعرف عليه، وتصقَل بالعديد من التجارب والخبرات.أما مميزات المكان فهي لا حصر لها، فيكفيك أن تعلم أنك في مكان تتعلم فيه لغة الخطاب والتعامل مع أنماط عدة من المجتمع، وعليك أن تربي نفسك على أن تتعامل معهم جميعا بانسياب دون حدوث مشكلات لك أو لدراستك، بل وعليك أن تغتنم من كل هذه الشرائح كل ما يفيد دعوتك.فأنت تتعامل مع عضو هيئة التدريس، وتتعامل مع الموظف الروتيني، وتتعامل مع فرد الأمن، وتتعامل مع قائد حرس الكلية أحيانا، وتتعامل مع طلاب مؤيدين لفكرتك، وتتعامل مع طلاب معارضين لتلك الفكرة، وتتعامل مع طلاب لا يحملون أية فكرة، وتتعامل مع جنس آخر.فقل لي بالله عليك: في أي مكان تستطيع التعامل مع كل هذه الشرائح المختلفة من المجتمع؟.إنك في مكان يحمل بين جنباته من المميزات لصاحب الفكرة ما يجعله يشعر بأمانة ومسئولية تجاه كل دقيقة وكل ساعة ينفقها في تلك الفترة من حياته.لو اتفقنا على تلك النقطة - وأظننا كذلك - لوجب علينا أن نعرف كيف نستفيد بهذا الوقت القيم بتلك الفترة (الدراسة الجامعية).
رفع الواقع:
بداية عليك - أخي - أن تنظر إلى كليتك من أعلى نقطة تكشفها بها، فالنقطة داخل الدائرة لا تحيط علما بكل ما في الدائرة، أما النقطة خارجها فإنها تستطيع رؤية كل ما بها، أقصد: أنك كلما ازددت بعدا كانت الصورة أشمل.فانظر الآن إلى كليتك، وأمسك بورقة وقلم، وارفع واقع كليتك، أنت الآن مثل الطبيب الماهر الذي يجمع كل معلومة من مريضه لكي يستطيع إعطاءه دواء ناجعا.وابدأ بتحديد طبيعة من تعمل معهم من الطلاب،
وذلك بالإجابة على الأسئلة التالية:
- كم طالبا يحمل نفس فكرتك؟.
- كم طالبا يحمل فكرة قريبة منك؟.
- كم طالبا ملتزما بالعبادات، ولا يحمل أية فكرة؟.
- كم طالبا مذبذبا في عباداته؟.-
كم طالبا يحمل اهتمامات فارغة، أو هو بعيد كل البعد عن الالتزام بالدين وعباداته؟.
كذلك حدد الفرص التي من الممكن أن تفيد عملك الدعوي، مثل الفرص الخاصة بالزمان (مثل المناسبات الدينية أو الوطنية)، وسأضرب لك مثالا: لو أنك بصدد إقامة عمل عام يزكي من روح العداء تجاه اليهود المعتدين، فمن الأنسب أن تختار له وقت الاحتفال بأعياد أكتوبر.أيضا يجب أن تحدد المعوقات التي ربما تعطل العمل أو تسبب له تعثرا، وتقوم بعمل عصف ذهني لطرح حلول كثيرة يمكن القيام بها في حالة حدوث إحدى هذه المعوقات.ثم تجمع كل هذه البيانات، وبالطبع إن كان معك من يعاونك في العمل، فيجب أن تشركه في جمع تلك المعلومات، وتحيطه بالهدف من القيام بهذه العملية، فلا خاب من استشار، ولأن العمل الدعوي أو العمل للإسلام من مبادئه الأساسية مبدأ الشورى.حتى إذا فرغت، ستجد عندك معلومات وافية عن كليتك، وهذا يسمَّى بـ (رفع الواقع) الذي تستطيع بعده أن تضع خطة عملك الدعوي، وفق أهداف ووسائل تشمل كل هذه الشرائح التي جمعتها في رفع واقعك.أخي، إياك أن تقلل من قدر تلك الخطوة، أو تأخذها على غير اهتمام، فالمعلومات لها وزنها ولها قيمتها في وقتنا الحالي، ومن يمتلك معلومات هو من يعرف ماذا يجب أن يفعل.وضع خطة للعمل:ها أنت الآن معك معلومات وافية عن كل شيء بكليتك، فلتجلس لتضع خطتك، وعليك أن تقسمها إلى عدة محاور:
- محور خاص بحاملي فكرتك، وهم من يساعدونك في العمل.
- محور خاص بحاملي فكرتك، الذين لديهم بعض الشبهات، أو بعض المعوقات.
- محور خاص بمن تستطيع أن تسميهم القريبين من فكرتك ويحتاجون جهدا ووقتا ليحملوا الفكرة.
- محور خاص بعموم الطلاب.
- محور خاص بأعضاء هيئة التدريس.- محور خاص بالعاملين بالكلية، من موظفين وعمال وأفراد أمن.
أنت الآن قسمتَ دوائر أو محاور العمل، ووصلت لمرحلة وضع الأهداف التي تريد تحقيقها من خلال تلك المحاور، ولتكن الأهداف التي تحددها لكل محور متفقة مع ما جمعت من معلومات.ومن شروط الهدف الصحيح أن يكون واقعيّا وطموحا في آن واحد، وأن يكون قابلا للقياس، أي: تستطيع تقييم مدى تحقيقه آخر العام، أو من آن لآخر خلال العام، وبالطبع أن يكون الهدف شرعيّا، وله علاقة مباشرة بما وضع له.ها أنت وضعت الأهداف، عليك الآن أن تضع الوسائل التي تصل بك إلى هذه الأهداف، فمثلا أنت وضعت هدفا يقول: (زيادة عدد المصلين في الكلية لنسبة 50%)، تضع له وسائل، مثل: كتابة أحاديث على السبورات أو على لوحات في المدرجات وأماكن التجمعات، عن أهمية الصلاة وأهمية الشعائر والعبادات، وضرورة احترامها وتوقيرها وأدائها، أو طرح مسابقة بين الطلاب بها تلك المعاني، أو عمل معرض، أو ندوة.. إلخ.وكلما كانت الوسيلة جديدة ومبتكرة، كلما زادت نتيجة مردودها، خاصة مع قلوب مخلصة تعمل لله وتريد نشر دعوته، لتأخذ الناس من أيديهم إلي الخير، وإلى الجنة بإذنه سبحانه.قمت الآن بوضع الخطة لعملك، يبقى لك الآن أن توظف الأفراد المعاونين لك حسب الطاقات، وحسب الإمكانات والفاعلية، في الأماكن المناسبة، وليكن في بؤرة اهتمامك تدريب هؤلاء الأفراد وتوريثهم المهارات المكتسبة، ليقوموا بتلك الأدوار في الأعوام المقبلة، فتضع الرجل المناسب في المكان المناسب ما استطعت.أخي الحبيب، هذه مجرد لمحة أو خطوط عريضة كما ذكرتَ،
وعساك الآن تقول: إن سؤالي كان على العمل بالفرقة التي كُلّفت بالعمل بها وفقط، ولكن اسمح لي - أخي - أن أكرر لك أن فهم أصول العمل يجعلك تنظر للعمل بشكل آخر، يتوافر فيه الفهم والإدراك لما تقوم به، وكذلك يجعلك تشعر بقيمة عملك على خريطة العمل الدعوي العام وأهميته.
ودعنا الآن نجيب على سؤالك الخاص بعملك كمسئول في الفرقة.والمسئول هو القائد الذي يُسأل عن مسئوليته تلك أمام الله عز وجل، ومسئول الفرقة هو أهم حلقة من حلقات إدارة ومتابعة العمل، ومن أهم العوامل في تحقيق المستهدفات
.ومن أهم مهام مسئول الفرقة:
1- التخطيط.
2- الدعم الفني.
3- التوظيف.
4- الترشيح.
5- المتابعة.
6- التوجيه.
7- التوريث.
8- علاج السلبيات والمشكلات.
9- الاستيعاب. 10
-تنمية الذات.
وتعال نتكلم عن كل مهمة في كلمات مختصرة:
أولا- التخطيط:
إن وضع خطة للعمل يمثل دورة تدريبية للأفراد، ويمنحهم وضوحا للرؤية في خريطة العمل: من أهداف ووسائل ودراسة الواقع والسلبيات والإيجابيات وطبيعة المرحلة ... إلخ، بصورة عملية واقعية.كما أن الارتقاء بروح الشورى والمشاركة والتفاعل بين أفراد العمل ككل هو نتاج جيد لعملية التخطيط.
ثانيا- الدعم الفني:
إن من أهم أهداف عملية الدعم الفني الآتي:
- زيادة قناعات الطلاب بمهامهم الحالية والمستقبلية.
- إعداد الطالب لمهام جديدة أو مواقع قيادية جديدة.
- زيادة مهارات الطلاب ورفع إنتاجيتهم.
- إعداد قيادات طلابية حالية ومستقبلية.
- تحليل مشكلات العمل الطلابي ووضع حلول لها.
- تنمية المهارات الإدارية والشخصية لدى الطلاب.
- إتاحة الفرصة للقاء الطلاب بعضهم ببعض، ولقائهم بمن سبقوهم بالخبرة في العمل الطلابي.
- توحيد المفاهيم الفكرية والإدارية والتربوية لدى الطلاب.
ثالثا- التوظيف:
توصيات لنجاح عملية التوظيف:
- تعميق روح التعاون بين الأفراد.
- تجنب تكرار التكليف، أي: تكليف أكثر من فرد بالمهمة نفسها، خوفا من فشل أحدهم.
- اعتماد مبدأ الحوافز والتشجيع والرعاية لإبداعات الأفراد.
- إفساح المجال لجميع الاقتراحات والانتقادات.
- إشعار المكلَّف بالثقة بالنفس.
- مراعاة المدخل الإيماني في التكليف.
ويراعى عند التكليف بعمل ما الآتي:
- توضيح العمل وضمان استيعابه.
- توضيح الهدف من العمل أو النشاط.
- توضيح حدود وأطر التنفيذ.
- تحديد أسلوب تقييمه.
رابعا- الترشيح:
وهو إبداء الرأي في ترشيح فرد من أفراد الفرقة إلى مهمة أو عمل أو مستوى، بعد الوقوف على طبيعة المهمة المرشح لها، أو شروط المرحلة التي سينتقل إليها، ويتم الوقوف على قدرات الفرد من خلال: الاحتكاك المستمر به، ومعرفة نقاط القوة أو الضعف فيه، ومدى توافر الشروط المطلوبة فيه.
خامسا- المتابعة:
وهي التـأكد من تحقيق الأهداف، وتحديد مدى الاقتراب من معايير الإنجاز، واكتشاف مواضع الخلل، وأخذ الإجراءات التصحيحية، وهي عملية مراقبة ومتابعة التقدم في العمل، ومقارنة ما تحقق بالمستهدف، والتدخل في الوقت المناسب لتصحيح المسار حتى نصل إلى الهدف المطلوب. وهذه المتابعة إما أن تكون فردية أو جماعية، من خلال تقارير شهرية مثلا تطلب من الأفراد.
سادسا- التوجيه:
ويقصد به: الأخذ بيد الأفراد ومعاونتهم على بذل الجهد لتحقيق الأهداف المرجوة، وهو النصيحة التي تُبنَى على إقناع وإرشاد وحث وتحفيز الأفراد على العمل في اتجاه المطلوب.وترجع أهمية التوجيه إلى أنه:
- يسهم في إنجاز الخطة وتحقيق الأهداف.
- يجنب الأفراد استمراء الأخطاء وإلفها.
- يجنب العمل الكثير من المشكلات.
- يساهم في تربية القيادات والكفاءات.
- يورث الخبرات والمهارات اللازمة لتحقيق المستهدفات.
إلا أن للتوجيه آدابا يجب مراعاتها، مثل:
1. أن يكون التوجيه بالقدوة وأن يمارس الموجّه عمليّا ما يدعو إليه.
2. أن ترفق بمن توجهه، فإن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
3. أن توجه النصح بالتعميم، على طريقة (ما بال أقوام)، وتعالج الحالات الخاصة على انفراد.
4. التوجيه في تواضع بأسلوب الأخ المشارك، وليس بأسلوب (الأب – الأستاذ – الرئيس).
5. الصبر على ثمرة التوجيه، وإفساح الصدر، والاستماع، والإلمام بالظروف.
6. الوضوح والبساطة وعدم التكلف، مع الحب والثقة.
7. لا تكثر من تكرار النصح حتى الملل، ولا تتعجل في تقديم حلولك وآرائك، ولكن استمع وشجع إخوانك على تقديم الحلول والاقتراحات والإبداع والابتكار، وكن آخر من يقول رأيه.
8. أن يكون توجيها ربانيّا خالصا لله، وذلك بإخراج حظ نفسك منه، وأن تربط العمل بالله، من حيث ثواب فعله، ومرضاة الله عز وجل.
9. أن يكون التوجيه مُعَدّا، مدعما بالآيات والأحاديث والمواقف والخبرات، ولا يكون مرتجلا.
10. ابتكر دائما في أسلوب ووسائل توجيهك، من خلال: (رسالة - لقاء عابر - كلمة توجيهية - كتاب - شريط - زيارة - مداعبة).
11. اعترف بخطئك فورا إذا أخطأت، ولا تجادل.
12. اعتمد في تحفيزك على مكافأة مَن يحسن ويبدع ويبتكر، والثناء عليه ولو بلفته بسيطة.
13. متابعة مردود هذا التوجيه، ونتيجته على أداء الأفراد.
سابعا- التوريث:
هو نقل صفات وأخلاقيات وسلوكيات ومفاهيم وخبرات، وهو هام لضمان استقرار العمل في حالة انقطاع الصلة عن الأفراد، كما يمنع تكدس التكاليف والمهام عند قلة من الأفراد دون غيرهم.ويتم التوريث عن طريق:
- التوجيه المباشر في المواقف المختلفة.
- الممارسة العملية للأدوار أو المهارات والسلوكيات المراد إكسابها.
- عقد لقاءات بهدف التوريث، كزيارة لداعية ذي خبرة.
- عقد دورات تدريبية متخصصة.
- القدوة في الالتزام بالتوجيهات، والعمل على تحقيق المستهدفات.
- تحديد نائب لكل مهمة.
ومن أهم الصفات والمفاهيم المراد توريثها:
- الاحتكام إلى موازين الإسلام في كل شيء.
- قول الحق وقبوله.
- ممارسة الشورى واحترام الرأي الأخر.
ومن أهم الخبرات العملية المراد توريثها:
- القدرة على الارتقاء بالمدعوين.
- الدعوة الشخصية؛ وتنمية مهارات الانتقاء والارتقاء.
- توظيف الغير في خدمة الأهداف.
- خبرات التعامل مع (الإدارة – أعضاء هيئة التدريس - الحرس – رعاية الشباب... إلخ).
- الانتشار والاتصال ومداخل الإقناع والحوار مع عموم الطلاب.
- مهارات العمل العام، مثل: (إدارة رحلة - برنامج إذاعي - حفلة... إلخ).
- التوازن بين أداء الأعمال الدعوية والمذاكرة وحضور المحاضرات،
وكذلك العبادات الخاصة والمحافظة عليها.
ثامنا- علاج السلبيات والمشكلات:
أي علاج سلبيات الأفراد ومشكلاتهم، وسلبيات العمل ومشكلاته، عن طريق التخلية والتحلية، والتوجيه الراشد المستمر، وهذا يحتاج لجهد كبير من قبل المسئول.
تاسعا- الاستيعاب:
والاستيعاب هو القدرة على جذب الآخرين والتأثير فيهم، رغم اختلاف أمزجتهم وعقولهم وقدراتهم، ويعني القدرة والأهلية على استيعاب المدعوين، بما يضمن حسن الاستفادة منهم، وتحويلهم إلى طاقة موجهه وقدرة فاعلة للعمل.والاستيعاب قدرة شخصية يجب أن ينميها المسئول في نفسه، وهي مؤهلات خلقية وصفات إيمانية وربانية تساعده، وتجعله منارة للهدى في موقعه، يستقطب الناس ويلتف حوله الجميع.عاشرا- تنمية الذات:من المهام والأدوار الأساسية التي يقوم بها مسئول الفرقة هي إصلاح نفسه وتنميتها تنمية ذاتية في كافة المجالات الروحية والثقافية والبدنية ... إلخ.فالتربية الذاتية هي من السمات الأساسية للتربية الإسلامية، والتربية هي الوصول بالشيء حالا فحالا حتى يبلغ حد الكمال، وكلنا آتيه سبحانه وتعالى يوم القيامة فردا.أخي الحبيب؛ آسف إن أطلت عليك، وأسأل الله سبحانه أن ينفعنا وإياك بتلك النصائح، وأنصحك بالاطلاع على الروابط الملحقة، ففيها مزيد فائدة، ومرحبا بك وبرسائلك دائما.
0 التعليقات:
إرسال تعليق