بقلم : أحمد درويش
فى لحظة من لحظات يومى التى أخلوا فيها إلى قرارة نفسى ، أتأمل حالى وعالمى وحياتى
وأسرح بخاطرى فى سماء كونى ؛ وأعرج لنجومها متنقلا بنهم راقصا على أنغام سعادتها
مستريح الصدر لهدوئها ، أنظر متأملا دنيانا وبقاع الأرض الواسعة الغريبة .
كم تمنيت لو أنى أذهب بعيدا بعيدا غريبا فى بلاد العجم عابر سبيل لامن صاحبة ولا من أنيس
أذهب وأسير بن الناس بيئات شتى وبشرات متباينة ومجتمعات مختلفة وألسن متعددة .
استشف من كل هؤلاء سر َّ الحياة وغرب الزمن ، وأعرف المكنون من طبائع الأجناس وعلائق البشر ..
أتمنى لو أنى
أتنقل بين البلدان وأعبر المحيطات وأسير على الشواطئ كى أبصر الطيور وهى تحط على المياه تتناول بفمها
رشفة الماء التى كتبت لها من قبل الوجود أن تأخذها فى تلك الحظة .
أتمنى لو أنى
أُحكـّى التاريخ بأكمله ...... تاريخ البشرية جمعاء وأن أطلع على كل الأسفار ، وأن أكتشف المخطوطات المغبورة بعدما عفت الديار ، ودُرِس الرسم .
أتمنى لو أنى
أخالط الحكماء وأناقش الفلاسفة وأتوصل إلى خلاصة المعرفة ، وأن أفضى إلى ما ينتهى عنده العقل البشرى
وأن أدرك مدى غور الخيال وأن أسبح إلى حدوده ؛ أن أعى النفس البشرية وأبصر تلك الحاسة التى عند الأدباء
والتى بها يعبرون عن تلك النفس أدق تعبير وأفضل وصف .
أتمنى لو أنى
أعيش بين الناس مثل صلاح الدين ........ وأن أكون فى النزال كعنتره تأصل منذ طفولته يرضع لبن المعامع ؛
أن أكون أشعر من المتنبى ، وأجود من حاتم الطائى أن أشعر شعور هاشم الرفاعى ، وأكون أدق حسا من شكسبير
أن أصدق نفسى كصدق سيد قطب نفسه ..........
...... كلماتنا عرائس من شمع فإذا متنا فى سبيلها دبت فيها الحياة وصارت عرائس حقيقية .........
أن أموت موتة الجاحظ تحت أحضان الكتب والأسفار أن تغسانى الملائكة بعد موتى
أن تستقبنى زوجتى من الحور فى الجنان بأجمل ما تلقاها وما تتخيل بجمالها السحرى الفاحش ،
أن تذيبنى رقتها فأضمّها إلى وأراقصها على أنغام السعادة على حافة نهر الخلد الأبدى .
أن تكون لى أجنحة أطير بهما فى الجنة كيف شئت بين القصور والأنهار .
أتمنى لو أنى
أصبحت اليوم فى غزة بين آمال والآم شعبها ، أحلم حلمهم ، وأشاركهم الـتألم من تباريحهم ؛ أجلس هنيهة مع أطفالهم الذين فقدوا الأباء وأمهاتهم ثكلى ، أحنوا عليهم وأمسح ، أقص عليهم أجمل حكاية قبل النوم .... الفارس الذى يكبوا على جواده حاملا معه بشاير النصر لبلادنا .... أين أنت يا أيها الفارس ..... أين أنت ياشاطر حسن ؟!....... .
أن لا أبيت تلك الليلة نائما بل فى معسكر كتائب القسام نخطط لعملية الغد المرتقبة .
إذ يتنفس الفجر الجديد ونحن ننفذ العملية وننزل إلى ساحات العراك فأدرك حينها ( فقط ) سر َّ الحياة ، وقيمة نفسى .
أتمنى لو أنى
آنست هبوب نسائم باردة أتت من شاطئ الأسكندرية خالطت نفسى فأحيتها بلمساتها الصاقعة
ولكن أنى لى ذلك
فأنا سجين غرفة غليظة ؛ سقت إليها رغم عنى وتعلوها نافذة يطل منها خيط ضى القمر ليطمئن علينا
نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبان .
والآن
أتمنى ............ لو أنى أتمنى
وأسرح بخاطرى فى سماء كونى ؛ وأعرج لنجومها متنقلا بنهم راقصا على أنغام سعادتها
مستريح الصدر لهدوئها ، أنظر متأملا دنيانا وبقاع الأرض الواسعة الغريبة .
كم تمنيت لو أنى أذهب بعيدا بعيدا غريبا فى بلاد العجم عابر سبيل لامن صاحبة ولا من أنيس
أذهب وأسير بن الناس بيئات شتى وبشرات متباينة ومجتمعات مختلفة وألسن متعددة .
استشف من كل هؤلاء سر َّ الحياة وغرب الزمن ، وأعرف المكنون من طبائع الأجناس وعلائق البشر ..
أتمنى لو أنى
أتنقل بين البلدان وأعبر المحيطات وأسير على الشواطئ كى أبصر الطيور وهى تحط على المياه تتناول بفمها
رشفة الماء التى كتبت لها من قبل الوجود أن تأخذها فى تلك الحظة .
أتمنى لو أنى
أُحكـّى التاريخ بأكمله ...... تاريخ البشرية جمعاء وأن أطلع على كل الأسفار ، وأن أكتشف المخطوطات المغبورة بعدما عفت الديار ، ودُرِس الرسم .
أتمنى لو أنى
أخالط الحكماء وأناقش الفلاسفة وأتوصل إلى خلاصة المعرفة ، وأن أفضى إلى ما ينتهى عنده العقل البشرى
وأن أدرك مدى غور الخيال وأن أسبح إلى حدوده ؛ أن أعى النفس البشرية وأبصر تلك الحاسة التى عند الأدباء
والتى بها يعبرون عن تلك النفس أدق تعبير وأفضل وصف .
أتمنى لو أنى
أعيش بين الناس مثل صلاح الدين ........ وأن أكون فى النزال كعنتره تأصل منذ طفولته يرضع لبن المعامع ؛
أن أكون أشعر من المتنبى ، وأجود من حاتم الطائى أن أشعر شعور هاشم الرفاعى ، وأكون أدق حسا من شكسبير
أن أصدق نفسى كصدق سيد قطب نفسه ..........
...... كلماتنا عرائس من شمع فإذا متنا فى سبيلها دبت فيها الحياة وصارت عرائس حقيقية .........
أن أموت موتة الجاحظ تحت أحضان الكتب والأسفار أن تغسانى الملائكة بعد موتى
أن تستقبنى زوجتى من الحور فى الجنان بأجمل ما تلقاها وما تتخيل بجمالها السحرى الفاحش ،
أن تذيبنى رقتها فأضمّها إلى وأراقصها على أنغام السعادة على حافة نهر الخلد الأبدى .
أن تكون لى أجنحة أطير بهما فى الجنة كيف شئت بين القصور والأنهار .
أتمنى لو أنى
أصبحت اليوم فى غزة بين آمال والآم شعبها ، أحلم حلمهم ، وأشاركهم الـتألم من تباريحهم ؛ أجلس هنيهة مع أطفالهم الذين فقدوا الأباء وأمهاتهم ثكلى ، أحنوا عليهم وأمسح ، أقص عليهم أجمل حكاية قبل النوم .... الفارس الذى يكبوا على جواده حاملا معه بشاير النصر لبلادنا .... أين أنت يا أيها الفارس ..... أين أنت ياشاطر حسن ؟!....... .
أن لا أبيت تلك الليلة نائما بل فى معسكر كتائب القسام نخطط لعملية الغد المرتقبة .
إذ يتنفس الفجر الجديد ونحن ننفذ العملية وننزل إلى ساحات العراك فأدرك حينها ( فقط ) سر َّ الحياة ، وقيمة نفسى .
أتمنى لو أنى
آنست هبوب نسائم باردة أتت من شاطئ الأسكندرية خالطت نفسى فأحيتها بلمساتها الصاقعة
ولكن أنى لى ذلك
فأنا سجين غرفة غليظة ؛ سقت إليها رغم عنى وتعلوها نافذة يطل منها خيط ضى القمر ليطمئن علينا
نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبان .
والآن
أتمنى ............ لو أنى أتمنى
2 التعليقات:
لو تمنى الانسان وأطلق لخياله العنان
لن تتوقف أمنياته وخيالاته وأحلامه
ولن يجد لها من يصدها طالما تواجدت في المخيلة
ولن يجد من يستطيع قمعها طالما لم تقارب الواقع المضاد
كلمات أكثر من رائعة..
تسطر حال واقعنا المطمس..
الذي ننتظر ان تسطع له شمس
ليت ما نتمناه يتحقق ولكن كما قال أبو العتاهية _ على حدّ ذاكرتي :( وليس للمرء ما تمنّى ــ وليس للمرء ما تخيّر )
إرسال تعليق