رجب أردوجان.. تركيا بتتكلم عربي


إسراء محمد - الدستور


تحركاته الأخيرة من أجل غزة وأهالي غزة ضحايا الهجمات البربرية الإسرائيلية تجعلك ترفع له القبعة، فهو منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية علي غزة لم يهدأ، والتقي عددا من كبار القادة العرب بهدف فعل شيء من أجل القضية الفلسطينية، وهذه التحركات لا تقل بل تزيد عن تحرك بعض القادة العرب، مما أعاد إلي أذهان البعض تاريخ الدولة العثمانية.
رجب طيب أردوجان رئيس الوزراء التركي والذي أعاد تركيا إلي الساحة السياسية الدولية من جديد من خلال مجهوداته الكبيرة في عدد من القضايا التي تشغل الرأي العام الدولي وأهمها القضيتان العراقية والفلسطينية،
وجاءت الاعتداءات التي قامت بها إسرائيل ضد شعب غزة لتؤكد عمليا الدور الإقليمي التركي، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي، فخلال الأيام الأولي، شهدت مطارات أنقرة نشاطاً مكثفاً لعدد من الساسة من وإلي تركيا وأشهرها زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط الذي سلم لأنقرة المبادرة المصرية لوقف القتال من أجل تسويقها لدي الأطراف المعنية، ثم قام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بزيارة لعدد من دول المنطقة منها سوريا والأردن ومصر والسعودية من أجل متابعة الجهود.
شهدت السياسة الخارجية التركية - خاصة منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلي الحكم في العام 2002 - تغيرات عدة في التوجهات والتحركات، حيث بدأت تعتمد علي تعدد العلاقات وعدم حصرها في محور واحد، الأمر الذي حول تركيا إلي مركز مهم في رسم السياسات الإقليمية والدولية، بعدما كانت تلقي بكل بيضها في سلة حلف الناتو.
وقال أردوجان إن جهوده الدبلوماسية التركية تنصب علي جمع توافق عربي حول كيفية الخروج من هذه الأزمة، وهذا يعني أن الدور التركي لم يعد يقتصر فقط علي الوساطة بين أطراف عربية وإسرائيل، وإنما امتد ليصبح الوساطة بين أطراف عربية، وهو ما يعني إما أنها استطاعت اختراق النظام الإقليمي العربي أو أن هذا النظام لم يعد يعمل بكفاءة.
ويقول المحللون إن من أهم أسباب نمو الدور التركي، هو تمتعها بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف، وهو الأمر الذي لا تتمتع به دول عربية رئيسية، بالإضافة إلي أن هناك أطرافاً عربية لا ترضي بالجلوس مع أطراف أخري لأسباب تتعلق بأمور داخلية، بينما تركيا تستطيع ذلك.
ويبدو أن الأزمة الراهنة في غزة أعطت لتركيا ميزة إضافية سواء أمام دول وشعوب المنطقة أو أمام القوي الخارجية التي تريد منها أن تقنعها بهذا الدور من أجل أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن الدول العربية قد قبلت بهذا الوضع كأمر واقع لأنها اعتبرت تركيا هي الوسيط المقبول سواء فيما بينها أو بينها وبين إسرائيل.

0 التعليقات:

 

اخوان دار العلوم Copyright © 2009 WoodMag is Designed by Ipietoon for Free Blogger Template

') }else{document.write('') } }