أكد المشاركون فى مؤتمر " الإنسان والفكر الإسلامى " على الأهمية العظمى التى أعطاها الإسلام للإنسان من خلال مصدرى الإسلام الرئيسين القرآن والسنة ، وأنه هو محور هذا الكون وبأخلاقه يتحضر التاريخ وتتحضر الحياة .
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولى الرابع عشر للفلسفة الإسلامية الذى نظمته كلية دار العلوم بجاعة القاهرة ، والذى بداية فعالياته اليوم ومن المقرر أن تنتهى جلساته غدا الأربعاء .
وأكد د. حمدى زقزوق رئيس الجمعية الفلسفية المصرية ووزير الأوقاف المصرى فى افتتاحه للمؤتمر على أن الإنسان هو الشىء المهم الذى نريده فهو الموضوع المتشعب الذى تصدر اهتمامات جميع الأديان والمذاهب المخلتفة .
وأكد على أننا نسعى إلى التقدم من خلال الاهتمام بالإنسان وننفتح على الآخر لأن العالم لم يعد يريد المنغلقين على أنفسهم والمستبعدين لغيرهم ، وأن الإرادة الإنسانية هى المعول عليها للتغيير لقوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .
وافتتح المؤتمر بحضور د. حسام كامل رئيس جامعة القاهرة ولفيف من علماء الأمة الإسلامية من مصر وخارجها .
وترأس الجلسة الأولى للمؤتمر د. حسن حنفى سكرتير الجمعية الفلسفية المصرية والذى تحدث عن أن الغرب يتهمنا بأننا لا يوجد عندنا أى اهتمام بالإنسان والتاريخ ولكن الإنسان هو أساس الحضارة الإسلامية والتاريخ موجود عندنا فى بطون الكتب الإسلامية ، فالإنسان موجود عندنا فى العلوم الإسلامية المختلفة مثل علم الكلام وأصول الفقه والتصوف والفلسفة الإسلامية فعلم الكلام كله قائم على الإنسان وأصول الفقه لايقوم على الإنسان الفرد ولكنه يقوم على إنسان من كونه إنسان جماعى ، وفى الفلسفة اهتم إخوان الصفا بالإنسان ووضعوا قسما خاصا به سموه قسم النفسيات ، أما الصوفية فهم الذين تكلموا عن فكرة الإنسان الكامل ، أما الفلسفة الإسلامية فقد عرفت الغنسان ولكن بطرق غير مباشرة .
وأكد على أن الإنسان هو موضوع رئيس فى الفكر الإسلامى وعلومه القديمة وعصره الحديث وأن لفظة الإنسان وردت فى القرآن الكريم 69 مرة .
وتكلم د. عبدالحميد مدكور أستاذ الفلسفة الإسلامية بدار العلوم عن " الفعل الإنسانى فى ضوء النصوص القرآنية "
وأكد على أن موضوع الفعل الإنسانى نوقش على نطاق واسع منذ عهد الرسول وبرز فى عهد الخلفاء فى قضية طاعون عمواس وكان الفصل فيه كلمة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين " نفر من قدر الله إلى قدر الله "
وأن هذه المساءلة يوجد فيها 14 رأى بينهم اختلافات دقيقة جدا ، ولكنه أشار إلى أن نقطة البداية فى التحدث فى موضوع القدر هو القرآن الكريم ، وأنه يجب النظر إلى أسماء الله وصفاته جملة واحدة فننظر إلى العلم الإلهى والقدرة مع نظرنا إلى العدل والحكمة والرحمة الإلهية ، ويجب أن نجمع الآيات القرآنية المتعلقة بالأمر كلها جملة واحدة لا مجزئة وأنه يجب معرفة السياق الذى ذكرت فيه الآيات ، وأن الإسلام ليس فيه جبر مطلقة ولا حرية مطلقة .
وتحدث د. سليمان الحسن أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود عن " أثر الجبرية على العقل الإنسانى "
وأوضح أن من آثارهم أن يعطون العذر للعصاة ، وأن الجبرية يسمون بالإبليسية لأنهم اتبعوا طريق إبليس فى تبرير المعصية وهو القدر ، وهم يقولون أنه لا فرق بين المسلم والكافر لأنهم يقولون أن من عبد غير الله فهو فى الحقيقة عابد لله وأن الإنسان مضطر فى صورة مختار ، ومن آثارهم أيضا ان الفرد يعتاد فعل المعاصى باعتقاد الجبرية وهم لا يفرقون بين المشيئة والمحبة فهم يقولون أن الله يحب الكفر كما يحب الإيمان .
وتحدث د. شوقى إبراهيم أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر بالمنصورة عن " الإنسان فى التصور الإسلامى والمذاهب الإنسانية دراسة مقارنة "
وأشار إلى أن جميع الأديان والمذاهب اتهمت بالإنسان والذى من أهم خصائصه الفكر ، وقال أن بعض المذاهب يذهبون إلى أن الإنسان فى حقيقته مادى بحت ، أما القرآن فصور الإنسان على أنه كائن ضعيف كما هو التصور الإلهى " إن الإنسان خلق هلوعا " والإنسان فى القرآن يقع على الذكر والأنثى وهذه اللفظة فى القرآن تستخدم فى ذكر المحامد وهى لفظة تعنى الارتقاء إلىدرجة الخلافة فى الأرض بعكس لفظة البشر والذى معناه هو الذى يأكل ويشرب فقط ، والإنسان فى القرآن هو مادة وروح وعقل فهو يستطيع أن يكون خيرا أو شريرا والقرآن أعطى لنا المنهج المكتوازن للإنسان بخلاف المناهج المادية الغربية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق