غرباء لايعرفون لغتهم وتراثهم‏!‏


عن اللغة العربية يقول الدكتور محمد حماسة عبداللطيف عضو مجمع اللغة العربية في دراسة له إن اللغة تعز بأهلها وتذل بهم وفي الدراسة يؤكد الدكتور حماسة أن اللغة العربية لم تشك عجزا منذ أكثر من ثمانية عشر قرنا عبرت خلالها عن العرب في جاهليتهم واسلامهم كما عبرت عن حضارتهم وعلومهم وهي التي حملت رسالتهم وابداعاتهم الي كل الدنيا شرقا وغربا وحتي اليوم‏.‏ ثم يبدي دهشته من أن اليهود حين أرادوا إقامة دولة لهم أحيوا لغتهم من الممات ونحن الآن نسمع عن دعوات لأن نميت لغة كريمة حية هي لسان أهل الجنة‏!‏ أيضا يري الدكتور أحمد فؤاد باشا مستشار رئيس جامعة القاهرة أن الخطر المحدق الآن باللغة العربية بشع وجسيم‏.‏ فاللغة وهي وسيلة التعمير والتواصل بين أبناء الأمة الواحدة‏,‏ هي أيضا وفي ذات الوقت وعاء لثقافة وفكر يشكلان الوجدان العربي ويصبغانه بصبغة معرفية ترتبط بعقيدة الأمة الاسلامية ورصيدها الحضاري‏,‏ لهذا كانت اللغة العربية مستهدفة دائما إما للطعن من خلالها في العقيدة الاسلاميةواما بمحاولات طمس الدور العربي الاسلامي واسقاطه من حركة التاريخ الانساني بزعم عجز اللغة العربية عن استيعاب مصطلحات العلوم الحديثة وبمحاولة عزلها عن التفاعل مع حضارة العصر وتقنياته ثم بالعمل علي احياء العامية باعتبارها المدخل للتفرقة من خلال الترويج لها بالافلام والمسلسلات والاعلانات ونشر ثقافة التغريب علي الألسنة‏.‏ من هنا كانت تلك الدعوة أو الصرخة التي أطلقها الروائي والأديب عبدالمنعم شلبي لانقاذ اللغة العربية والتي صارت علي يديه جمعية تدافع عن لغة القرآن والهوية أطلق عليها اسم جمعية مداد وأقلام للفكر والابداع والنقد‏.‏ وفي رسالته للصفحة يقول الاستاذ عبدالمنعم شلبي إن منطقتنا العربية يسيطر عليها اليوم مناخ ثقافي غريب مفروض عليها من الخارج وللأسف فقد وجد له أنصارا ومروجين في الداخل في التعليم والاعلام والادارة والتجارة والصناعة والزراعة وفي الفكر والأدب والفن فانتشرت المدارس والجامعات الأجنبية وكلها تعامل لغتنا العربية التي هي لغة الثقافة والعلم والدين والحضارة كلغة ثانية وتحرم علي المعلمين والدارسين أن يتكلموها داخل جدران هذه المدارس أو الجامعات حتي صار ابناؤنا غرباء في أوطانهم لايعرفون لغتهم ولاتاريخهم أو تراثهم العلمي والثقافي‏..‏من هنا كان انشاء هذه الجمعية ـ يضيف عبدالمنعم شلبي ـ لتحقيق أهداف باتت ملحة لاتحتمل التأخير وهي أن ننتشل لغتنا العربية والأدب العربي من الغرق في طوفان التغريب الزاحف علينا من الغرب المؤيد بالمروجين من الداخل‏,‏ وأن ندعم هويتنا العربية والمصرية ونبرزها بخصائصها الثقافية والحضارية وثوابتها‏,‏ وأن نجتهد في تطوير وتحديث لغتنا وآدابنا من داخلها بعيدا عن الذوبان في اللغات والآداب الأخري‏,‏ وأن ننفتح علي ثقافات العالم ونجري معها حوارات بناءة تتلاقح بها اللغات والآداب وينتفي معها الشعور بالدونية ويترسخ الشعور بالندامة‏,‏ وأخيرا أن نجعل من الأصالة والمعاصرة منهجا لسلوكنا الفكري والابداعي والنقدي‏.‏ اننا ندعو الله أن تجد دعوة الأديب عبدالمنعم شلبي المخلصة صدي مرحبا ومجيبا يؤازر ويحس معه ومعنا بذلك الخطر الجسيم المحدق بلغتنا الشريفة‏..‏

0 التعليقات:

 

اخوان دار العلوم Copyright © 2009 WoodMag is Designed by Ipietoon for Free Blogger Template

') }else{document.write('') } }