بقلم :د. فايز أبو شمالة
عندما استنكف السيد عباس عن رئاسة الوزراء، وتراجع خطوة إلى الوراء، كان يرتب للتقدم خطوتين، والقفز إلى الرئاسة، ليقود العمل السياسي الفلسطيني وفق هواه، ورؤيته، ومناه، والوصول بالتفاوض السياسي حتى منتهاه! فما الذي يريده السيد عباس، وما الذي دهاه؟ هل يتراجع عن خطوة ترشيح نفسه للرئاسة كي يقفز خطوتين، ولكن إلى أين؟ وهو ما زال يمسك بمناصبه القيادية الحساسة، ولمّا تهجره قناعاته بإمكانية التوصل إلى سلام مع الإسرائيليين، ولمّا يقنن هجومه المتواصل على حركة حماس؟
ما يثير الانتباه؛ إن إعلان السيد عباس قد تم عرضه على اللجنة المركزية لحركة فتح، وعلى اللجنة التنفيذية للمنظمة، وتم تسريبه لوسائل الإعلام قبل أن يظهر إلى العلن في خطاب رسمي! وفي تقديري أن هذا يوحي باحتمالين:
الاحتمال الأول: أن الرجل جدي في الانسحاب من الحياة السياسية، ومصمم على عدم ترشيح نفسه للرئاسة، وسيتخلى عن كل شيء دونها، وسواها، ولاسيما بعد أن تأكد له فشل مشروعه التفاوضي. وهذا ما يحتم على السيد عباس أن يعلن بجرأة وصراحة عن فشله شخصياً، وعن فشل نهج المفاوضات الذي قاده، وعن فشل النخبة السياسية الفلسطينية التي تبنت معه هذا الخط السياسي، سواء أكانوا أعضاء في اللجنة المركزية، أو الجنة التنفيذية. وقد عرض عليهم السيد عباس فكرته قبل أن يعلنها أمام وسائل الإعلام؟ فهل معنى ذلك؛ أن أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء اللجنة التنفيذية رفضوا مجاراة الرجل في يأسه، ويصرون على التمسك بالنهج نفسه، رغم إقرار قائدهم بفشله؟ إن ذلك ليشير إلى تواصل نهج التفاوض في المرحلة القادمة بشكل أوسع، وأجهر، وأجرأ مما كان عليه!؟.
الاحتمال الثاني: أن الرجل يناور كي يحقق مكسباً سياسياً للوطن، كما يقال، أو كي يسترد شعبيته، ومكانته التي اهتزت بعد تأجيله لعرض تقرير غولدستون. فإذا كانت ردة فعل المجتمع الدولي دون المأمول، وهي مرتبطة بالمصالح الإستراتيجية مع إسرائيل، ولا يهمهم الشخص بمقدار ما يعنيهم النهج، فمعنى ذلك أن المناورة تستهدف الشعب الفلسطيني فقط، والذي طلب من بعض قطاعاته الخروج للتصوير الإعلامي المبايع للسيد عباس وسياسته، وهذا ما يرجوه السيد عباس ليعود مظفراً، وقد توفرت له القوة الدافعة كي يواصل نهجه التفاوضي دون تهيب، وينزل عن شجرة الشروط التي وضعها لاستئناف المفاوضات.
الاحتمالان السابقان يؤديان إلى استنتاج واحد، يقول: أن الذي سيدفع الثمن في الحالتين هو الشعب الفلسطيني وقضيته السياسية؛ فإن عاد عباس عن قراره ورشح نفسه، فإنه سيعود أكثر قوة، وجرأة على مواصلة خطه التفاوضي حتى النهاية المؤلمة؟ وأن أصر عباس على قراره، فإنه سيسلم الراية إلى من سيسير على النهج نفسه، ولكن بخطى أوسع، وبتصميم أشد على مواصلة المشوار حتى النهاية المؤلمة؟
يبدو أن الحكاية الشعبية قد تنبهت لهذه الحالة، فقالت: أن فلاحاً ذهب لزيارة ابنتيه، فلما وصل إلى ابنته الأولى، وسألها عن حالتها، قالت له: أدع الله أن لا ينزل المطر، فالأواني الفخارية التي يصنعها زوجي تحتاج إلى الشمس المحرقة كي تجف، ولو سقط المطر سيخرب بيتنا. ولما وصل إلى ابنته الثانية، وسألها عن حالتها، قالت له: أدع الله أن ينزل المطر، فالزرع سيهلك، وسيخرب بيتنا لو تأخر المطر. عاد الرجل إلى زوجته وهو يضرب كفاً بكف، ويقول لها: الطمي إن أمطرت، والطمي إن ما أمطرت.
فهل صار على الشعب الفلسطيني أن يلطم في كلا الحالتين؛ سواء أكان قرار السيد عباس مناورة، أو كان حقيقة؟ أم يجب على نخب الشعب الفلسطيني السياسية، وعلى قياداته التنظيمية الاعتراف بأن الفشل هو فشل النهج، وليس فشل الفرد!
ما يثير الانتباه؛ إن إعلان السيد عباس قد تم عرضه على اللجنة المركزية لحركة فتح، وعلى اللجنة التنفيذية للمنظمة، وتم تسريبه لوسائل الإعلام قبل أن يظهر إلى العلن في خطاب رسمي! وفي تقديري أن هذا يوحي باحتمالين:
الاحتمال الأول: أن الرجل جدي في الانسحاب من الحياة السياسية، ومصمم على عدم ترشيح نفسه للرئاسة، وسيتخلى عن كل شيء دونها، وسواها، ولاسيما بعد أن تأكد له فشل مشروعه التفاوضي. وهذا ما يحتم على السيد عباس أن يعلن بجرأة وصراحة عن فشله شخصياً، وعن فشل نهج المفاوضات الذي قاده، وعن فشل النخبة السياسية الفلسطينية التي تبنت معه هذا الخط السياسي، سواء أكانوا أعضاء في اللجنة المركزية، أو الجنة التنفيذية. وقد عرض عليهم السيد عباس فكرته قبل أن يعلنها أمام وسائل الإعلام؟ فهل معنى ذلك؛ أن أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء اللجنة التنفيذية رفضوا مجاراة الرجل في يأسه، ويصرون على التمسك بالنهج نفسه، رغم إقرار قائدهم بفشله؟ إن ذلك ليشير إلى تواصل نهج التفاوض في المرحلة القادمة بشكل أوسع، وأجهر، وأجرأ مما كان عليه!؟.
الاحتمال الثاني: أن الرجل يناور كي يحقق مكسباً سياسياً للوطن، كما يقال، أو كي يسترد شعبيته، ومكانته التي اهتزت بعد تأجيله لعرض تقرير غولدستون. فإذا كانت ردة فعل المجتمع الدولي دون المأمول، وهي مرتبطة بالمصالح الإستراتيجية مع إسرائيل، ولا يهمهم الشخص بمقدار ما يعنيهم النهج، فمعنى ذلك أن المناورة تستهدف الشعب الفلسطيني فقط، والذي طلب من بعض قطاعاته الخروج للتصوير الإعلامي المبايع للسيد عباس وسياسته، وهذا ما يرجوه السيد عباس ليعود مظفراً، وقد توفرت له القوة الدافعة كي يواصل نهجه التفاوضي دون تهيب، وينزل عن شجرة الشروط التي وضعها لاستئناف المفاوضات.
الاحتمالان السابقان يؤديان إلى استنتاج واحد، يقول: أن الذي سيدفع الثمن في الحالتين هو الشعب الفلسطيني وقضيته السياسية؛ فإن عاد عباس عن قراره ورشح نفسه، فإنه سيعود أكثر قوة، وجرأة على مواصلة خطه التفاوضي حتى النهاية المؤلمة؟ وأن أصر عباس على قراره، فإنه سيسلم الراية إلى من سيسير على النهج نفسه، ولكن بخطى أوسع، وبتصميم أشد على مواصلة المشوار حتى النهاية المؤلمة؟
يبدو أن الحكاية الشعبية قد تنبهت لهذه الحالة، فقالت: أن فلاحاً ذهب لزيارة ابنتيه، فلما وصل إلى ابنته الأولى، وسألها عن حالتها، قالت له: أدع الله أن لا ينزل المطر، فالأواني الفخارية التي يصنعها زوجي تحتاج إلى الشمس المحرقة كي تجف، ولو سقط المطر سيخرب بيتنا. ولما وصل إلى ابنته الثانية، وسألها عن حالتها، قالت له: أدع الله أن ينزل المطر، فالزرع سيهلك، وسيخرب بيتنا لو تأخر المطر. عاد الرجل إلى زوجته وهو يضرب كفاً بكف، ويقول لها: الطمي إن أمطرت، والطمي إن ما أمطرت.
فهل صار على الشعب الفلسطيني أن يلطم في كلا الحالتين؛ سواء أكان قرار السيد عباس مناورة، أو كان حقيقة؟ أم يجب على نخب الشعب الفلسطيني السياسية، وعلى قياداته التنظيمية الاعتراف بأن الفشل هو فشل النهج، وليس فشل الفرد!
0 التعليقات:
إرسال تعليق