علقت صحيفة الجارديان على الصخب والجدل الساخن الذى شهدته مصر فى أعقاب مباراتها مع الجزائر فى السودان، والأحداث التى تلتها. ووجهت الصحيفة فى المقال الذى كتبه جوزيف مايتون اللوم فى العنف الذى وقع من المتظاهرين أمام السفارة الجزائرية فى القاهرة إلى الحكومة التى رأى أنها عملت على إذكاء غضب المصريين، لإلهائهم عنها.وقال مايتون إن المصريين لم يكن لديهم الكثير من الأحداث التى يمكن أن تبهجهم فى السنوات الأخيرة. كان هناك فقط فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية عامى 2006 و2008 الذى جعل الدولة متوحدة أكثر من جهودها الأخيرة للتأهل لكأس العالم التى ستقام فى العام المقبل بجنوب أفريقيا. وقد أدى عدم التأهل إلى جرح الأمة وجعلها غير قادرة على التعامل مع حقيقة عدم تحقيق النجاح، حتى فى كرة القدم.ويمضى الكاتب فى القول إنه من السهل توجيه اللوم إلى الآخرين على الأحداث التى وقعت فى القاهرة مطلع الأسبوع الجارى. فقد حاول الرئيس مبارك فعل ذلك بإثارة الغضب والكراهية نحو الجزائر بسبب "الهجوم المزعوم" على الجماهير المصرية فى السودان بعد مباراة الأربعاء والتى انتهت بفوز الجزائر بهدف نظيف. وكانت الروايات التى قصها الفنانون ونجوم المجتمع فى مصر عبر شاشات التلفزيون هى بالضبط ما تريده الحكومة: إشعال الغضب إزاء كرة القدم، وقد ساعدتها وسائل الإعلام بعناوين رئيسية مثل "الإرهاب الجزائرى" وتقارير عن العنف فى السودان.وكانت النتيجة الانشغال بكرة القدم وإثارة للقومية نادراً ما شوهدت فى البلاد. واعتبرت الجارديان أن الرئيس مبارك والحزب الحاكم استغلا الفرصة لإشعال غضب شريحة من المجتمع التى طالما كانت مستبعدة من أى تقدم سياسى أو اجتماعى، فكانت فرصة لخلق الغضب ضد الآخر،( وهو فى هذه الحالة الجزائريين) وإلقاء مسئولية ما حدث أو ما لم يحدث عليهم.ودعا الكاتب فى النهاية المحللين والمراقبين المصريين والأجانب إلى إلقاء مسئولية ما حدث على من أثار الغضب والعداء، على الحكومة وعلى مثيرى الشغب أنفسهم. وقال الكاتب إن تعامل الشرطة مع المتظاهرين أمام السفارة الجزائرية فى القاهرة لا يجب أن يتم إدانته. وخلص إلى أن المصريين بالتأكيد سيشجعون المنتخب العربى الوحيد فى كأس العالم فى يونيو المقبل، الجزائر، بعد أن ينتهى ما حدث ويمضى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق