الجود بالنفس أسمى آيات الجود، الإخلاص والتفاني في سبيل إعلاء راية الإسلام أصدق برهان على صحة الإيمان، وطريق الخلود في جنات الله والفوز برضوانه، لهذا حرص الشهداء على التسابق للشهادة في سبيل الله أكثر من حرصهم على الحياة، فرووا بدماهم الطاهرة ثرى الوطن، وكانت غايتهم إما النصر وإما الشهادة فكتب لهم ربهم بفضله عزة الدنيا وكرامة الآخرة فهم أحياء في العقول والقلوب لهذا فهم الحاضرين بعد غيابهم تأنس بصحبتهم النفوس ويسعد بهم الوجود فهم نجوم التاريخ المتلألئة في سماء البشرية ورمز للعطاء وقدوة الأجيال ومثل الوفاء أفلحوا حين "صدقوا ما عاهدوا الله عليه" فكان منهم الشهيد المجاهد محمد نور/ محمد رزق الفيومي (أبو محمد) ابن مسجد حسن البنا في حي الأمل بخانيونس.
الميلاد والنشأة
من كنف أسرة ملؤها الطهر والعفة والتدين ولد قبل 24 عاماً المجاهد محمد نور/ محمد رزق الفيومي في مدينة خانيونس لأسرة تعود جذورها إلى مدينة يافا المحتلة عام 1948، فتربى ونشأ على أفضل القيم وأعلى الأخلاق قضى حياته بين أسرته التي اكتسب منها الأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية العالية التي جعلته شاباً مسلماً صالحاً لا يخشى في الله لومه لائم.
مسيرته التعليمية
ودرس الابتدائية في مدرستي الشيخ جبر وأحمد عبد العزيز في مخيم خانيونس للاجئين، ومن ثم درس الإعدادية والثانوية العامة التي حصل فيها رغم انشغاله في مقاومة الصهاينة والظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة على معدل 84% وكان خلال مراحل الدراسة من الطلاب المميزين، وكان ينقش دائماً اسم حماس على كراساته وكتبه إضافة إلى الاهتمام بجمع صور الشهداء، وكان طفلاً جميلاً محبوباً ومحباً للجميع وكان يحترم كل الناس،وكان ملتزماً في المساجد ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحث أخواته على ارتداء الحجاب وهن صغار، ولذا فكان الجميع يشهد له بالسيرة السمحة والطيبة.
علاقته الأسرية
محمد الفيومي لم يكن أخاً عادياً بل كان بعد أن توفي والده الأخ والابن والأب لإخوانه وأخواته وكان يرعاهم حق رعاية ويقوم بمتابعتهم في المدرسة، وكان باراً جداً بوالديه وكان دائماً والده يأخذه إلى جميع الأماكن والمناسبات لأنه كان اجتماعياً ومحباً للجميع وكان دائماً مرضياَ من والديه وكانا من شدة حبهما له يدعوان له بما يشاء، وكان بعد وفاة والده دائماً بجوار أمه لكي يعوضها عن فقدان والده، وكان دائماً يطلب من والديه الدعاء له بالشهادة ففي يوم تخرجه من الجامعة وحصوله على شهادته طلب من والدته الدعاء له بالحصول على الشهادة الكبرى في سبيل الله، ويوم زفافه أيضا قال اللهم ارزقني حور العين ، وكان دائماً مرافقاً لوالده وفي آخر فصل في الجامعة أجل الفصل ليبقى بجوار والده المريض.
نشاطه في صفوف الكتلة الإسلامية
عندما أنهى محمد الفيومي دراسته الثانوية وحصل على معدل 84% أراد أن يدرس في حاسوب إلا أن والده ألح عليه بأن يدرس رياضيات ليصبح مدرساً للرياضيات، وبالفعل فعل ما أراد والده الذي كان مريضاً بالسرطان، ومنذ انضمامه إلى الجامعة عمل في صفوف الكتلة الإسلامية وكان رئيس منبر الكتلة بجامعة الأقصى على شبكة الانترنت، وكان دائماً مدافعاً عن الكتلة ومتمسكاً بها وكان يعمل من أجل إعلاء رايتها، وهو أحد مؤسسي موقع الكتلة في جامعة الأقصى على شبكة الانترنت.
العمل الدعوي
التزم شهيدنا محمد نور الفيومي في الأسر الجانبية في مسجد حسن البنا في منطقة حي الأمل في خانيونس، وكان يشهد له الجميع بالالتزام والمداومة على الصلاة في المسجد وقراءة القرآن وحضور الندوات والنشاطات التي ينظمها المسجد الأمر الذي أهله للمبايعة ليصبح أخاً في جماعة الأخوان المسمين عام 2006، وكان يشارك محمد في فعاليات الحركة الإسلامية من مسيرات ومهرجانات.
العمل العسكري
انضم الشهيد محمد نور/ محمد رزق الفيومي إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في بداية العام 2005، وذلك بعد إلحاح شديد منه على إخوانه في الجهاز الدعوي الذي رفع بعدها كتاباً لقيادة القسام في منطقته ومن ثم تم قبوله في صفوف الكتائب، وحصل على دورة مبتدئة ومن ثم دوره في القنص، وكان يعمل محمد ضمن سلاح القنص في الكتائب، وكان محباً جداً للرباط في سبيل الله عز وجل، وكان يتمتع بالجلدة والقدرة على تحمل السراء والضراء والمشقة في العمل، وكان معطاء لا يكل ولا يمل وكان يؤدى دوره على أكمل وجه ولا يتأخر في طلب يطلبه منه أميره.
موعد مع الشهادة
في السابع والعشرين من شهر كانون أول – ديسمبر 2008 أول أيام الحرب الصهيونية على قطاع غزة كان محمد في عمله في مقر الشرطة وتعرض المقر للقصف الهمجي الصهيوني وهو بداخله مع عدد من إخوانه أفراد وضباط الشرطة الأمر الذي أدى إلى ارتقاءه إلى جوار ربه بصحبة العشرات من أفراد الشرطة الذين ارتقوا في قطاع غزة خلال ذلك اليوم، رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جناته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق